الأربعاء، 23 مايو 2018

كيف كادت مسيرة توتي أن تتحول من روما إلى ميلان؟



توتي إلى ميلان؟ كادت أن تحدث، (فرانشيسكو آخر الواقفين يسار الصورة"

أكد ايميليانو ماسكيتي مدير روما الرياضي في 1993 تلك المعلومة التاريخية التي كانت تحتاج فقط لكلمة منه لكي توثق، فرانشيسكو توتي كان مطلوبًا في ميلان عندما كان لا يعرفه أحد، كان لاعبًا في قطاع الشباب بالنادي ومدرب روما وقتها "بوسكوف" كان يعتقد أنه مازال طفلًا ولا يمكنه التواجد مع الفريق الاول.




 حينها ذهب أحد الجواسيس في العاصمة وأخبر بيرلسكوني رئيس ميلان عن هذا اللاعب، واقترح فكرة التبادل ما بين الناديين، ليذهب رود خوليت أو جوليت إلى روما ويأتي توتي إلى ميلان!، ماسكيتي وقتها كان بطلًا ورفض أن يمتثل لرؤية بوسكوف: كانت المرة الأولى التي أفرض فيها رأيي على مدرب!، وأي مرة يا إيميليانو؟.

بعدها ظهر توتي لأول مرة مع الفريق الأول في مباراة بريشيا التي فاز فيها الفريق بهدفين لميهايلوفيتش وكانيجيا

هدف لتوتي مع منتخب ايطاليا في كأس العالم تحت 17 عاما

السبت، 19 مايو 2018

كيفية تحويل صانع ألعاب إلى رأس حربة هداف..على الطريقية التشيكية





يقول جوزيبي سينيوري ..كان العام 1989 عندما اشتراني فودجيا بمليار ونصف الميار ليرة إيطالية، كنت ألعب كتريكوارتيستا "رقم 10" في بياتشنزا، كنت أحب بيكالوسّي، كان هو القدوة والمثل لي، لكني وفي أول تدريب لي في فودجيا سمعت صوتًا قادمًا من خلفي يقول : تشاو بومبر، "بومبر تعني الهداف أو القناص"، رأيته ، إنه زدينيك زيمان الذي سمعت عنه بعض الأمور التي لا تصدق..كنت مندهشًا لكني فكرت بأنه ينادي ميلوسو مهاجم الفريق لكنه كرر التحية "تشاو بومبر"، لقد كان مصرًا على أنني "هداف"، لذا ظل يناديني، بومبر طوال الشهور الأولى من العمل معه..

كنت أعتقد دائمًا أن أي لاعب بالفريق يمكنه أن يسجل ولكني لا، دائمًا ما تتم مراقبتي بعناية..سجلت 5 أهداف فقط.

 سينيوري بعد هذه الواقعة أصبح واحدًا من أعظم الهدافين في كرة القدم الإيطالية والاوروبية.

 يقول في مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا "زيمان كان بالنسبة لي مُعلم، وأب أعطاني الثقة وأظهر لي حقيقة امكانياتي..عرفت معه معنى الرتم واتخاذ القرارات في اللعب، ثم أنه الرجل الذي يفكر بطرق مجنونة..بعد أول معسكر تدريب معه وعندما عدت لمنزلي لم أستطع تسلق سلالم بيتنا..عليك أن تعاني وتعاني ولكنك سوف تستمتع معه، كرة القدم الخاصة به مُنفجرة وحافلة..كان هناك اثنين من الأشياء لا يُمكن أن يتسامح فيهما مع أي لاعب .. 1) أن تُعيد الكرة إلى الوراء. 2) أن تذهب بالكرة باتجاه راية الزاوية لتحصل على ركنية.. كان يقول وبمنتهى الهدوء "انظروا دائمًا للمرمى الذي على الجانب الآخر".

اجتمع سينيوري مع زيمان مجددًا في العاصمة الإيطالية بقميص البيانكوشيلستي..ليواصل كتابة التاريخ الذي لا ينمحي له كواحد من أعظم أصحاب الرقم 9 في أوروبا في هذا الوقت.


الخميس، 17 مايو 2018

الملاك المتمرد شوستر، والنذل الناجح نونيز



كتب: حسين ممدوح
ملاحظة: سبق وأن نشرت هذه المادة من قبل على موقع جول العربي

” أعتقد أن برشلونة هو المعنى الحقيقي لكلمة فريق، وهو كان بالنسبة لي النادي الأفضل في العالم، ولكنني لم أفهم تمامًا الثقافة الكاتالونية آنذاك، ولم أفهم خاصةً النذل خوسيه لويس نونيز”. دييجو أرماندو مارادونا
في نهاية شهر أبريل من عام 1988 كان برشلونة يستعد لمواجهة ريال مدريد ضمن منافسات الدوري الإسباني، ونعلم جميعًا قيمة الكلاسيكو، فرغم أن المرينجي كان قد حسم لقب الليجا لصالحه لكن لا خلاف أن استضافته وتحديه على ملعب الكامب نو هو تحدي وبطولة بحد ذاتها.
لكن قبل يومين فقط من هذا اللقاء كانت المشاكل الداخلية تُضعف من استعدادية وقوة برشلونة، فقد طالب لاعبي برشلونة في مؤتمر صحفي أقيم في فندق هيريديا رئيس النادي جوزيف لويس نونيز بالاستقالة.
فنونيز -رجل الأعمال الباسكي الذي وصل لكاتالونيا كرئيس للبارسا في 1978- قام بلعبة قذرة حينما جعل لاعبي فريقه يوقعون على عقدين مع النادي، واحد منهما يتم إرساله لسلطات الضرائب والآخر لا يُعلن عنه، وما يتم إرساله للسلطات بالطبع يكون الهدف منه تقليل مبلغ الضرائب المدفوعة، وهو الأمر التي حققت فيه السلطات واتهمت النادي بالتهرب الضريبي.
Jose Lluis Nunez - Former president Barcelona
اختلف اللاعبين مع رئيسهم وكانت الجماهير في حيرة، هل تدعم الرئيس أم تدعم لاعبيها، وكان أبرز الأشخاص المتهمين في ملحمة التهرب الضريبي تلك هو الألماني بيرند شوستر، حيث كان بينه وبين النادي خلاف قانوني انتهى به المطاف إلى المحاكم، كان نونيز رغم نجاحه كرجل أعمال شخص يريد الهيمنة على كل شيء وأول شيء هو الفريق، والسيطرة بشكلٍ مُركزعلى النجوم، رحل كرويف، رحل مارادونا، لكن بقى شوستر لسنوات هو كالشوكة في حلقه.
كان هذا هو آخر لقاء لشوستر بقميص البلاوجرانا، حيث أنه كان على موعد مع ارتداء قميص النادي الملكي في الموسم الذي يليه، اللاعب الذي تميز في الفئات السنية الألمانية المختلفة، وكانت بداياته غير مستقرة في ملعب الكامب نو، وحتى أنه عانى بعض الشيء بسبب وصول مارادونا من بوكا جونيورز.
كون شوستر لنفسه جماهيرية كبيرة بالفعل حتى قبل قدوم دييجو، حتى أنه خلال تقديم مارادونا ي ملعب الكامب نو في حضور 50 ألف متفرج كان البعض يتداوال اسم شوستر، وكان شوستر في 1985 هو الرجل الذي قاد الفريق الكاتالوني لتحقيق لقبه الأول في الدوري الإسباني منذ 11 عامًا، واللقب الثاني على العموم منذ عام 1960 وذلك في 1984/1985.
وصل شوستر لمستويات كبيرة مع المدرب فيانلز وقدم أداءًا أفضل مما كان متوقعًا بكثير، لكن العلاقة لم تكن على أفضل حال مع المدرب والرئيس نونيز فيما بعد بعد استبعاده عن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام ستيوا بوخارست والتي خسرتها برشلونة، وبدأ الحديث عن رحيله.
DIEGO MARADONA Bernd Schuster AMIGOS

يتذكر شوستر واقعة رفض إدارة برشلونة سفر 10 لاعبين لحضور مباراة اعتزال الأسطورة الألمانية بول بريتنر، وتم التحفظ على جوازات سفره هو ومارادونا وبعض اللاعبين وذلك لأنه كان متبقيًا 10 أيام على مواجهة الريال في نهائي كأس الملك 1983، دخل مارادونا غرفة خلع الملابس ورمى بكل الأشياء، وقال له شوستر “أنت مجنون”، رد دييجو “نعم أنا مجنون، فلا أقبل أن تتم مصادرة جواز سفري بتلك الطريقة”، وبعدها بعشرة أيام قاد دييجو البارسا لرفع كأس الملك على حساب مدريد ورغم ما تركه مارادونا من انطباعات جيدة لكن كانت المعركة الشهيرة مع لاعبي أتلتيك بلباو في نهائي كأس الملك 84 بحضور الملك خوان كارلوس ضربة لمسيرته وتمهيد لانتقاله لنابولي..

مع قدوم لويس آراجونيس وتعيين شوستر كقائد للفريق بدأت الإدارة تكسب ود الجماهير مرة أخرى، لكن كان هناك الكثير من الفوضى بين اللاعبين والرئيس ورغم ذلك نجح أراجوانيس في الخروج بكأس الملك، وبعدها بشهور ومع وصول يوهان كرويف قرر نونيز إبعاد اللاعبين المتمردين وكان شوستر على رأسهم على حد وصفه، رغم ذلك رفض شوستر الموافقة على الذهاب لإيطاليا أو العودة لألمانيا بسبب ظروفه الأسرية.
Bernd Schuster
لذلك قرر قبول عرض ريال مدريد وفي موسمين  “من 1988 وحتى 1990” ورفض عرضًا من يوفنتوس، لسببين: الأول أنه غير واثق من قدرته على تقديم نفس الأداء في إيطاليا..حيث أن الحرية التكتيكية ستكون أقل، كما أن عائلته أحبت واعتادت على إسبانيا.. حقق شوستر مع الريال لقب الليجا مرتين وكأس ملك إسبانيا والسوبر الإسباني مرة لكن أخفق النادي أوروبيًا وخاصة بعد الخسارة بنتيجة عريضة أمام ميلان ساكي، لكن عروضه المحلية كانت ملفتة بجانب خريجي أكاديمية شباب ريال مدريد الذي تم وصفهم بلقب “لا كينتا دِل بيتر” وهو اللقب الذي أطلقه الصحفي خوليو سيزار إجليسياس على مجموعة “بوتراجينيو، سانشيز، رافائيل مارتين فازكيز، ميتشيل، ومجيل بارديزا”، كانوا جميعًا أبناء للنادي، وانخرط شوستر معهم بقدراته على بناء اللعب من الوسط في نهاية الثمانينات، تلك الفترة التي هيمن فيها الفريق المدريدي على لقب الليجا.


 وعند بداية موسم 1990/1991 كان شوستر بلا نادٍ ولذلك قرر الموافقة على عرض أتلتيكو مدريد وكون بعمل إضافة هائلة لهذا النادي إلى حد أنه استطاع رقب لقب الكأس مرتين على التوالي.
الألماني المتمرد، هكذا عُرف عن بيرنارد بسبب طول مدة خلافاته مع برشلونة وإدارة نونيز، رغم أنه كان معبودًا للجماهير خلال هذه السنوات التي شهدت العديد من الاضطرابات كان من أهمها هذا الاضطراب الذي حدث ما بين اللاعبين والنادي قبل مباراة الكلاسيكو، يومها رحل كان آخر كلاسيكو لعبه بقميص البلاوجرانا، ويومها اضطر للموافقة على عرض النادي المدريدي، ومن يومها لم يعد أبدًا لكاتالونيا، فاز هناك بـ7 ألقاب في ثماني سنوات ويقال أن أسلوبه في اللعب كان مُقدمة لصناعة تُربة خاصة لإدخال أفكار كرويف لبرشلونة.
ظل لاعب الوسط المتأنق في الملاعب حتى عامه الـ38 بعد أن لعب لباير ليفركوزن في الفترة ما بين 1993 و1996 ثم لعب لعام واحد مع بوماس المكسيكي، ولم يكن يعلم شوستر ولا مارادونا أنه رغم الفوضى التي كانت في الفترة الأولى لنونيز كرئيس للبارسا، أنه كان قادرًا بعد ذلك على فرض الاستقرار ولو بشكلٍ نسبي في فترة التسعينيات، وبفضل أفكار كرويف التي تماشت معه رغم تمردها الكروي، على الأقل.
أما شوستر الذي قاد ريال مدريد بعد ذلك كمدير فني فلم تختلف مواقفه غير المتوقعة عما كان عليه الأمر وهو لاعب، وكان تصريحه الشهير قبل الكلاسيكو الذي عزز فيه من فرص برشلونة “بيب جوارديولا” للفوز على الريال ضربة سريعة لمسيرته في العاصمة الإسبانية، ولم يعبأ بانهيار مسيرته واسمه.
Schuster Barcelona
إيفانكا ترامب التي لا تعرف القديس الذي أبكى بيليه
كتب: حسين ممدوح

Chinaglia
تواجدت إيفانكا ترامب مع والدها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب و ميلينا ترامب في العاصمة روما، وأثناء زيارتها لتلك المدينة التاريخية بعد لقاء البابا فرانسيس شاهدت شيئًا غريبًا في مطعم زارته بالعاصمة الإيطالية مع زوجها، صورة لشخص بقميص سماوي، وسألت"من هو هذا القديس؟"، بالطبع، فبعد أن زارت رجل الدين الأشهر في العالم فأي صورة قديمة بها شخص يرفع رأسه للسماء فهو قديس.
لكنه كان قديسًا من نوع مُختلف، إنه جيورجيو كيناليا البطل الذي لا ينساه أي لاتسيالي، فقد عمل مع البلوتشيركياتي كلاعب وكرئيس وكمدير رياضي، أول محترف إيطالي في الولايات المتحدة الأمريكية، صاحب قلب صلد وجنون مُحبب.
شاهدته إيفانكا التي أصبحت الآن نجمة وأيقونة جديدة في الصحافة والإعلام بعد زيارتها مع والدها ووالدتها للملكة العربية السعودية، فقد خطفت الكاميرات، ولكن في روما خطفتها هذه الصورة المؤطرة والمُعلقة على الحائط، شخص يفتح يديه ويرفع رأسه للسماء، لذلك أخطأت التقدير وتوقعت أنه أحد القديسين.
قاد لاتسيو بالفوز بلقب الاسكوديتو عام 1975، بدأ جورجيو كلاعب رجبي ولكن والده عنفه وقال له، إن الرجبي لعبة الإنجليز، لكنك إيطالي وعليك أن تلعب كرة القدم.
تنافس كيناليا مع بيليه الذي تغلب عليه في نهائي كأس العالم 1970 في أمريكا، فعلى الرغم من أنهما كانا يلعبان لفريق واحد وهو كوزموس لكن كيناليا نجح في تسجيل 242 هدف في 254 مباراة.
حكي هاري ريدناب المدرب الإنجليزي الحالي قصة عن كيناليا عندما كان في كوزموس حيث أخبرهم المدرب "إيدي فيرماني" بأنه لا يحق لأحد الخروج للنزهة هذه الأيام: " هناك مباريات كبيرة قادمة وأي شخص سيخرج سيتعرض لعقوبة مالية قدرها ألف دولار..فرد كيناليا: " حسنًا من سيخرج معي الليلة؟" وأخرج من جيبه 5 آلاف دولار.
أما القصة الأشهر عن هذا المهاجم القوي وصاحب الأسلوب الغريب والمجنون في أمريكا كانت مع بيليه عندما كانوا يتناقشون عن مًسدد الركلات الحرة وقد قال له بيليه: " لماذا تحاول التسديد من تلك الزاويا الميتة؟"..فرد عليه كيناليا: " أنا كيناليا..وعندما أسددد من هذه المناطق فهذا يعني أنني أملك القدرة على التسجيل منها".. وبعدها بكى بيليه بعد الأسلوب العنيف للمهاجم الإيطالي معه.

كثيرون من السيًاح لا يفهمون أنه مُجرد لاعب كرة

Ivanka Trump Chinaglia
كشفت لويجينا بانتلوني صاحبة المطعم أن إيفانكا طلبت سلطة الكابريزي مع بيتزا مارجريتا ثم طلبت بعضًا من الجمبري المشوي، وكعكة شهيرة اسمها القديس اغناطيوس، ودفع زوجها، ثم سألت في الأخير عن اسم هذا القديس وأجبتها: إنه ليس قديسًا، إنه بطل كبير عندنا، في لاتسيو.
"لونج جون" هو اللقب الذي اشتهر به في أمريكا، و"جيورجينيو" هو اللقب المحبب عند عشاق لاتسيو، الذين يعتبرونه رمزًا لا يموت وإن كان قد فارق الدنيا "جسدًا" قبل سنوات، ففي قمة عنفوانه وتألق رفض أن يلعب ليوفنتوس احترامًا لكل الذكريات السماوية الرائعة الذي تشاركها مع جماهير النسور.

الاثنين، 14 مايو 2018

كلاوديو رانييري.إلى أين نذهب يا بابا؟



كتب: حسين ممدوح

- ملاحظة: سبق وأن نشرت هذه المادة على موقع جول العربي

يعرف كيف يسير هذا العالم..
قضيت بضعة ساعات بعد خبر إقالته أفكر في وصف ممكن لحياة هذا الشخص الذي هو رانييري، وفي الواقع تحتار عند هذه أمور، مدرب بلغ العمر أرذله وحقق لقبًا لا يحلم كثير من المدربين بتحقيقه، أقول فقط أنه لا يسع لكثير من العواجيز أن يحققوا الأمجاد، فالأمجاد خليقة أكثر بالشباب، نعم؟ أو برجال في منتصف العمر، لكن أن تحقق لقب البطولة الأكبر في عالم رياضة كرة القدم التي هي اللعبة الشعبية الأولى، خاصة إذا ما كنت رانييري فهذا عجيب.
تمت إقالة رانييري، ليس سيء الحظ وليس الأمر بالكارثي عليه فقد مرت عليه مثل هذه اللحظات كثيرًا، كيف يُمكن أن تصف وقع الإقالة على رجل رأيته يبتسم ملء شدقيه بعد خسارة فريقه فيورنتينا 2-8 أمام لاتسيو زيدنيك زيمان وهو يعد مراسل قناة الراي بأن غدًا أجمل، أكره مجال التنمية البشرية وكل ما يمت لها بصلة لكن رانييري هو من جعلني أؤمن بها بلحظة، هو فلسفة جديدة، بعيدًا عن التصنيفات العامة التي يمكن أن تقرأها عزيزي القاريء إذا ما أردت أن تقتحم مجال الفلسفة يومًا، ليس وجوديًا، ليس واقعيًا، ليس عدميًا، وهو ليس حتى بالشخص الذي يميل للتقشف، إنه متأنق على الدوام، يحتفظ بهيبته على الدوام رغم كل شيء ويرتدي أشهر البزات العالمية، قد تعلم ذلك من مدربه السابق في روما ليدهولم "تعلمت منه أن أكون أنيقًا، لا مُبتذلًا".
إلى أين يذهب بابا كلاوديو؟، وحينما أصفه بهذا اللقب فأنا أبجله، وأراه مثلًا قد لا أنتهجه ولا أتبعه في يومٍ من الأيام لكنني أسعد بوجوده، هل سيعود إلى إيطاليا؟ وهى بلده، موطنه، البلد الذي تلقى فيها أكبر قدر من السخافات والنكات، فهو لم يحقق بها إلا لقب وحيد مع فيورنتينا، زِد على ذلك أن السخرية لحقت به أيضًا من الغريب "جوزيه مورينيو" عندما سخر من لغته الإنجليزية الضعيفة رغم أنه قضى سنوات طويلة هناك، وحينها أعجبت تلك المزحة الإعلام والصحافة الإيطالية، سبق لجيانلوكا فيالي أن أطلق عليه لقب المُهرج وخلافه من أمور لا يحب أن يتذكرها الإيطاليين كيف عاملوا هذا الرجل، قبل أن يحتفوا به أيما احتفاء بعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الصيف الماضي.





هل يخضع اسم رانييري للعروض المفزعة المتوقعة من الصين؟، إنه يحب التواجد في آسيا كسائح لا كمدرب، هل يصل للمنطقة العربية يومًا، أم يُقرر كلاوديو التقاعد تاركًا خلفه اللقب، الهدف الذي سعى له طوال حياته ونجح بالفعل في تحقيقه رغم رؤوس الأموال العظيمة في المسابقة الإنجليزية.
يُمكن في الأخير أن تتعلم الكثير من تجربة ابن ساردينيا، الذي يحب البحر، ويحتفظ برسائل الأصدقاء، كيف أنه احتفظ برسالة كاراجونيس لاعب "كابتن" المنتخب اليوناني بعد ساعة من إعلان ليستر كبطل إنجلترا، كيف يُمكن له أن يحتفظ بالود والإيجابية رغم كل شيء "أعرف كيف يسير العالم، أنا ابن لهذا العالم، لا أتذكرالإساءات، أستمتع بكوني ذلك الشخص الذي حقق النجاح وهو لم يكن يومًا مرشحًا لذلك، كل تلك اللحظات الحرجة التي مررت بها كانت إيجابية".



يتكرر السؤال، إلى أين يذهب كلاوديو؟، كلنا نعرف القصة منذ بديتها، نعرف أنه تولى تدريب ليستر سيتي في بداية موسم 2015/2016 وهو أكبر المرشحين للهبوط لدوري الدرجة الثانية في إنجلترا، فماذا يُمكن أن يحقق رانييري أكثر؟، إذا ما كان هناك سببًا مُعتبرًا ومقبولًا من وجهة نظر إدارة ليستر الآسيوية لإبعاده، فسيكون فقط هو الموجود في السطرين السابقين.
"إلى أين تذهب يا سيفين؟ هذا طريق غرفة خلع ملابس اللاعبين، على الأقل انتظر حتى الصيف". كانت تلك كلمات رانييري لسفين جوران آريكسون في يناير 2004، فقد كان يتوقع إقالته من تدريب تشيلسي وإحلال السويدي مكانه، ولكنه لم يكن، على أية حال، إلى أين تذهب يا كلاوديو؟، إلى أين تذهب يا بابا؟.
مملكتي ليست في هذا العالم..مفجر ثورة الكرة الشاملة 
كتب: حسين ممدوح


في ١٩٧١ وصل ريكاردو فيشياني إلى تيرني، كمدرب يحاول أن يلمع اسمه في الدرجة الثانية مع فريق تيرنانا، الذي يملك شعبية كبيرة في مقاطعته وملعب مكتظ على الدوام، وجاء برسالة جديدة لعالم قديم، عالم الكالتشيو وهى كرة القدم الشاملة، سخروا منه، لأن التعبير وقتها لم يكن مألوفا على الأذهان.

 نجح فيشياني في الصعود بتيرنانا للدرجة الأولى، لم يفهموه ، فسارعت القنوات لإجراء مقابلات معه، وكانت ردوده مقتضبة، لأنه لم ينجح في صياغة أفكاره العظيمة في كلمات واضحة ، وفي بلد يقدس التكتيك ، صمت فيشياني للحظات طويلة قبل أن يجيب المذيع أنتونيو ماسيميليانو: أفكاري تدور حول أن يلعب كل فرد في الفريق دوره بأفضل شكل...ولم يجد كواردو الذي كان يلعب كرة سريعة ، تمريرات قصيرة، تحركات مفاجئة للخصم تفاعلا مع كلماته، وفكرته التي عبر عنها بشكل خاطئ، وكان رجل هادئ ، لا يحب الإعلام،وخسر ود الصحفيين، مع نظارته الشمسية التي كان يرتديها كلما دخل ملعب الليبيرو ليبيراتي، والتي كان يخبئ ورائها الكثير .

 بعدها كتبت الكوريري ديلا سيرا: فلسفة فيشياني؟ إنه لا يملك أي فلسفة..خاصة مع معاناة تيرناتا بالدرجة الأولى وهبوطه..بعدها بسنوات، وبعد أن نجحت هولندا في إبهار الجميع في كأس العالم بكرتها الشاملة، وفوزها على الأرجنتين والبرازيل، فهموا ماذا كان يعني فيشياني, لكن مع ذلك لم يرحبوا بفلسفته التي لا تناسب كرة إيطاليا.




 وكان نجاح منتخب إيطاليا في بطولة أوروبا ثم كأس العالم ١٩٨٢, كفيلا بتعزيز هذه الفكرة، رحل فيشياني بمسيرة تدريبية عادية، واعتزل التدريب..وتوفى في فبراير ٢٠١٤، ليبدأ من عاصروا تلك الفترة في تعظيم اسمه ومنجزه الذي لم يأخذ ما يستحق من الاهتمام ..ربما كما قال المسيح، فإن مملكة فيشياني لم تكن في هذا العالم، ولم تكن في إيطاليا.

.ربما لو كان في هذا العصر لارتفع اسمع مثل ماورتسيو ساري وبيب جوارديولا، حيث أصبحت مدارس كرة القدم مفتوحة على بعضها البعض ، في إيطاليا لا يجد الكثير من المدربين رئيس نادي مغامر، لأن البيئة الساخنة في المدرجات والكواليس تريد النتائج ، والنتائج الآن وليس في المستقبل، أنهم يعيشون في القلق وتحت دائرة الضوء كل يوم.

 وهذه هي القاعدة، أما الاستثناء فهو قليل..فيشياني كان أحد من دفعوا ثمن المغامرة ولا يتذكره أحد الآن سوى مشجعي فيورنتينا الذي رأوه لاعبا، وجماهير تيرنانا القديمة التي ترى أن تيرناتا لعبت أفضل كرة قدم في تاريخها معه فقط.

ظل كورادو مع ذلك مرجع وقدوة لمدربين عديدين ساروا على نهجه ، فهو مفجر تلك الثورة الصغيرة، وكان هناك بعده كذلك بعض الضحايا من المدربين، عندما حاولوا السير على نهجه، هؤلاء يمكن أن أحدثكم عنهم في حلقات قادمة ، منهم من رحلوا ومنهم من اعتزلوا التدريب، ومنهم مازالوا يدربون حتى يومنا هذا..



الخميس، 10 مايو 2018


نابولي بطل إيطاليا 1987
فكرة وإعداد: حسين ممدوح

رابط للحلقة السابقة والجزء الاول من الموسم: حلم الجنوب، عودة الحياة لإنتر مع تراباتوني وأموال بيرلسكوني



عام جديد، وصراع ثلاثي على اللقب
شهد شهر يناير وبدايات شهر فبراير تحديًا ثنائيًا هائلًا ما بين نابولي بيانكي وإنتر تراباتوني، فلمدة 4 جولات كان نابولي يحافظ على تحقيق الانتصارات والإنتر كذلك، مما جعل الكثيرين محتارين ومترقبين لهذا الصراع، ومن سيملك النفس الأطول والخبرة لحسمه لصالحه، نظريًا كان الإنتر هو المتفوق من هذه الناحية.

في هذه الأثناء كان نابولي يواصل الفوز ولكن الخشونة وخطر الإصابة كان يُرعب مارادونا وجماهير النابوليتانو دائمًا، فالعنف كان سلاح المدافعين الإيطاليين لإيقاف الولد الأرجنتيني الزئبقي وصاحب المهارات الاستثنائية.

الإنتر صاحب الشخصية والأفضلية في صراع الاسكوديتو سقط أمام روما في 22 فبراير، وكان هذا خبرًا جيدًا لنابولي الذي فاز على تورينو بهدف برونو جوردانو بعد صناعة رائعة من مارادونا الذي تخطى مدافعين من تورينو من الجهة اليسرى ولعبها للقناص جوردانو الذي لم يتوانى ف وضعها بالشباك، وكذلك يوفنتوس الذي بدافي استعراض عضلاته من جديد مع خبرة صاحب الـ32 عامًا بلاتيني ومع تواجد الدنماركي الواعد والقادم بقوة "مايكل لاودروب"، لذا ظل يوفنتوس قريبًا من الصراع على الاسكوديتو، متأملًا في يسقط إنتر ونابولي.
Juventus striker Massimo Briaschi, centre, races for the ball with AC Milan's Franco Baresi, left, and Dario Bonetti

 صدارة البارتينوبي والابتعاد بالقمة بفارق 4 نقاط لم تجعل مارادونا روفاقه أكثر طمأنينة، وقد قال دييجو بعد لقاء التورو "الآن أمامنا مباريات صعبة جدًا وعلينا الفوز بها"، وبالفعل خاض نابولي عدة مواجهات مُعقدة للغاية خاصة خارج أرضه لكنه خرج منها سالمًا سواء بالتعادل مع سامبدوريا "فيالي/مانشيني" أو بالانتصار على أتالانتا أو التعادل مع روما في الأولمبيكو.

الإنتر هو الآخر تعرض لصدمة الخسارة أمام سامبدوريا "المُتخصص في قهر الكبار" في لويجي فيراريس بنتيجة 1/3، وخسر كذلك الديربي أمام ميلان، ولم يكفيه الفوز على يوفنتوس في ديربي إيطاليا لكي يتعافى من آثار هذين الخسارتين.

بيرجومي يهب الإنتر الأمل

Giuseppe Bergomi
لكن جاء موعد لقاء القمة المرتقب في 22 مارس بملعب السان سيرو حينما استضاف إنتر نابولي في الجولة الثالثة والعشرين، وكان الفوز بهذه المباراة يعني 4 نقاط "حينها كان يحصل الفائز على نقطتين للفوز فقط"، وبالفعل استعادت الأفاعي الأمل بالتفوق بهدفٍ نظيف لبيبي بيرجومي، هذا الفوز أشعل الصراع أكثر من أي وقتٍ سابق وكان يعني إلقاء الشك في نفوس النابوليتانو الذين بدأوا بإحراق شعار إنتر في الشوارع، الحلم أصبح في خطر.

 لاعب وسط نابولي "دي نابولي" ظهر مُحبطًا بعد المباراة وقال للإعلام "لعبنا جيدًا، وهم لعبوا جيدًا، زينجا تصدى لعدة فرص خطيرة، لا أعتقد أننا استحقينا هذه الخسارة".

بعد إيقاف نابولي أصبح زينجا النجم الأول والمحبوب دائمًا من قبل جماهير النيراتزورو، وقتها عنونت صحيفة الجازيتا ديلو سبورت صفحتها الأولى بقولها "حارس الإنتر زينجا قال لا لمارادونا ورفاقه، سباق الفوز بالاسكوديتو مازال مفتوحًا على كل الاحتمالات"، زينجا من جانبه وجد الفرصة ليقول بأنني سأحاول حمل وقيادة الاسكوديتو للفوز بالاسكوديتو، تلك البطولة الغائبة عنّا منذ زمن طويل، لكن على أي حال كانت شخصية وقدرات زينجا كحارس مرمى واضحة للعيان، اعتزل دينو زوف، لكن زينجا كان البديل والخليفة الشرعي له في المنتخب الإيطالي.

امتلك زينجا على وجه التحديد شخصية المقاتل، فقد وقع في أخطاء عديدة أمام جورتيبرج السويدي في كأس الاتحاد كلفت الفريق الخروج من كأس الاتحاد الأوروبي، وقد خرج للاعتراف بمسئوليته على هذا الإخفاق، لكنه بعد أيام عديدة تصدى لكل المحاولات الخطرة لمارادونا ولاعبي نابولي وظفر الإنتر بالثلاث نقاط، أظهر زينجا كذلك تواضعًا بعد إشادات النقاد به فقال "بالتأكيد لست الأفضل في أوروبا، هناك حراس آخرين عظام وأعتقد أن جان ماري فاف حارس البايرن وشوماخر حارس شالكه، احاول التعلم منهما، كيفية أن يمتلك الحارس شخصية لا تؤثر عليه إيجابيًا فقط، بل على كامل الفريق".
圖輯:國米最佳20人 經典球星你識幾多?

ولكن، حلم نابولي كان أقوى من أن يتحمله أحد..

استضاف نابولي يوفنتوس على ملعب السان باولو، ولأول مرة منذ زمن طويل تجد جماهير الإنتر تقف في صف الغريم التقليدي "اليوفي" لإيقاف النابوليتانو، لكن المهمة كانت صعبة للغاية، وسجل نابولي الهدف المُنتظر في الدقيقة 58 من جانب فرانشيسكو رومانو ليخرج نابولي فائزًا 2-1، صحيح أن الحلم قد اقترب، لكن مارادونا قال حينما سأله الصحفي عن اقترابه من تحقيق نفس الفرحة التي حققها في كأس العالم بالمكسيك مع المنتخب الأرجنتيني، أجاب ضاحكًا "لا لا، ليس بعد، لم أرفع الكأس بعد"، وقد وافقه الرئيس كورادو فيرليانو "كل شىء مازال ممكنًا"، وعلى قسمات وجهه السعادة وعدم التصديق.
Napoli Fans

وحينما كان نابولي يستعد للاحتفال، كان ميلان قد قرر الإطاحة بالمدرب ليدهولم والاستعانة بفابيو كابيلو كمدرب للفريق الاول، وقد كانت ثقة كبيرة وعظيمة من الرئيس بيرلسكوني.






من المرات النادرة التي وقفت فيها جماهير الإنتر وشجعت يوفنتوس كانت أمام نابولي في إياب الدور الثاني من موسم 1987
ونعود لنابولي الذي لم يُصدق بعد بأنه يُمكن أن يصبح بطلًا لإيطاليا، فكلفه ذلك الخسارة في فيرونا بينما فاز الإنتر في افيلينو، ليصبح الفارق فقط نقطتين قبل 4 جولات من النهاية، ظل النيراتزوري على إيمانه ولكن أتى الخبر اليقين بعد ذلك.
Napoli Canta

الخوف عند جماهير نابولي ظل مستمرًا لكن الإيمان بالمعجزة التي ربما أصبحت الآن حلمًا يستحق بذل كل شىء لأجله كان موجودًا على الدوام.

"دييجو..دييجو..دييجو" لعب نابولي كرة قدم عظيمة أمام ميلان وسجل مارادونا هدفًا من أجمل الأهداف التي يُمكن مشاهدتها بعالم كرة القدم، هذا الاحتفال خفت بعض الشىء بعد أن علمت الجماهير بفوز إنتر على فيورنتينا.

آلة الزمن الإيطالية: بيرجومي - مارادونا - بلاتيني

إنها اللحظة التي انتظروها طيلة حياتهم

وجاءت اللحظة، اليوم الأجمل في تاريخ كل النابولينتانو، نزل الجميع إلى الشوارع سواء شيوخ أو صغار، رجالًا ونساءًا، مشعوذين أو متعلمين، فقراء أو أغنياء، سجل كارنيفالي لنابولي وتعادل روبيرتو باجيو للفيولا قبل نهاية الشوط الأول، لكن الخبر الذي جاء من بيرجامو يجعل كل شىء بهيج وجميل، بتقدم أتالانتا على الإنتر، تلك النتيجة التي تجعل نابولي بطلًا لإيطاليا.

بطلًا لإيطاليا، نعم، أصبح كل شىء واقعًا وملموسًأ، ليس حلمًا ذلك الذي يعيشه نابولي ولكنه واقعًا، ولك أن تتخيل ماذا كانت تفعل جماهير مجنونة بالكرة وتعاني الأمرين بالجنوب ومشاكله وهى تحتفل بلقب الزعامة في إيطاليا، عاشت نابولي ليست أيامًا مجنونة من الاحتفالات ولكن لا أبالغ أن تلك اللحظات مازالت يُحتفى بها ويُحتفل بها من يتذكرها مع أغاني وأهازيج خاصة لهذا المعجزة، دييجو أرماندو مارادونا، كان حلمًا، أصبح واقعًا، التاريخ يُكتب مع مارادونا وأوتافو بيانكي..ماذا يعني لك نابولي يا دييجو؟ إنه بيتي..بيتي.
تظاهرة حُب لا تتكرر لنابولي وسكانها، لأن هذا لا يحدث مرتين ذهبوا ليقولوا لموتاهم في القبور، استيقظوا، لكي تشاهدوا مارادونا





10 مايو 1987..نابولي بطلًا لإيطاليا، الكل خرج في الشوارع، حتى مع السكان المحليين كان هناك العرب والأفارقة واللاتينين!
وفي غرفة خلع الملابس لنابولي يمكن أن تفهم وتعشق ذلك السر الهائل والعشق اللا محدود لسحر لاعب كمارادونا، حتى أنك يمكن أن تصاب بارتعاشات هائلة وأنت ترى كل اللاعبين يقفزون ويغنون لدييجو "أوه مامًا مامًا مامًا، لقد رأيت مارادونا، لقد رأيت مارادونا"، ذلك الحب الهائل وذوبان الجميع في قلب واحد يجعل تلك البطولة التي حققها نابولي ربما الأجمل والأفضل ليس في تاريخ الكرة بإيطاليا فقط، وليس بتاريخ الكرة أصلًا، بل في العالم، وكما يقول الشاعر المصري فؤاد حداد في أحد قصائده "كل شىء في قلب تاني لقاه"، نعم، لقد وجد نابولي كل شىء في قلب مارادونا.


يقول مارادونا "لقد اتصل بي الرئيس فيريلانو لكي أترك برشلونة وأذهب لنابولي، قال لي دييجو، أريد منك الفوز بشىء ما لنابولي، قلت له، الفوز لن يكون لمارادونا وحده، بل كل نابولي".
أما الحارس كلاوديو جاريلًا فقد قال في ذكرياته عن هذه الأيام "لقد فزت بالاسكوديتو مع فيرونا ولكن، إذا اخترت الأجمل فسأقول الاسكوديتو مع نابولي، لأننا كنّا نشعر كما لو أننا نُنافس العالم كله، كنت أريد اللعب مع الأعظم: مارادونا، كان يسافر معنا في كل مباراة بأي مكان 10 آلاف أو 15 ألف مشجع، وفي السان باولو يوم الاحد كان هناك 100ألف متفرج في السان باولو، هذا لا يُمكن أن يحدث في أي مكان!".

انتهت تلك الأيام الأكثر عاطفية في تاريخ نابولي والجنوب الإيطالي وقد تغيّرت الكثير من الأمور بعد هذه البطولة، كل هذا الحب والجمال الذي قدمه نابولي على مستوى كرة القدم التي يلعبها أو التنافسية الجديدة التي خلقها بين الجنوب والشمال، جعل الكثيرين يعرفون أن السنوات القادمة لن تكون عادية.

وداعًا الملك، ميشيل..

Platini
في يوفنتوس كانت جماهيره تودع ميشيل بلاتيني ذلك القيصر الفرنسي الذي ترك أثرًا وجمالًا لا يُمحى كذلك كلاعب، وكانت مباراته أمام بريشيا هى الأخيرة له في الملاعب، لم يكن موسمًا إيجابيًا للبيانكونيري، وكانت الوداعية حزينة لأن بلاتيني الذي فاز بكل شىء مع الأبيض والأسود أعلنها "وداعًا يوفي، وداعًا كرة القدم".

يقول بلاتيني "الليلة الأولى التي قضيتها بعد اعتزال كرة القدم، نمت فيها جيدًا ، الحياة تستمر، كان الحزن الأكبر الذي شعرت به غير وداعي لرفاقي في يوفنتوس هو وداعي للصحفيين الذي كانت تجمعني بهم علاقة طيبة، شعرت بالحزن باديًا على وجوههم".
اعتزل ميشيل في سن الـ32 عامًا محققًا لقبي اسكوديتو، لقب كوبا إيطاليا، لقب كأس الكؤوس الأوروبية ولقب دوري أبطال أوروبا إضافة لكأس العالم للأندية و3 كرات ذهبية كأفضل لاعب في العالم، لم يكن بحاجة لتحقيق أي شيء آخر!
انتهت البطولة الإيطالية بتتويج نابولي، لأول مرة يحقق فريق جنوبي لقب الاسكوديتو منذ كالياري، أما يوفي وإنتر وفيرونا وميلان فقد تأهلوا لأوروبا، وهبطت أندية بريشيا وأتالانتا وأودينيزي، لكن كانت المفاجأة تأهل أتالانتا لبطولة كأس الكؤوس بعد أن وصل للمباراة النهائية لكأس إيطاليا، تلك البطولة التي فاز بها نابولي كذك بنتيجة 4/0 ذهابًا وإيابًا، حقق نابولي القنائية المحلية ولذلك حدثت المفارقة التي جعلت اتالانتا الهابط للدرجة الثانية يشارك في أوروبا العام القادم مع المدرب نيدو سونيتي.





اودينيزي هبط للدرجة الثانية رغم وجود بيرتوني وجراتسياني في صفوفه، خصم 9 نقاط كان كفيلًا بإجهاض معجزة البقاء 1986/1987
من جانبه ورغم الخصم النقطي الذي حدث لأودينيزي في بداية العام (9 نقاط كاملة) وحينها كانت نقاط الفوز تحتسب بنقطتين فقط، إلا أن النادي الفريولاني كان بإمكانه أن يدخل التاريخ في السيري آ لأول مرة بالبقاء ضمن أندية الدرجة الأولى، وساعده لاعبين خبراء كبيرتوني وجراتسيانوي وكولوفاتي، لكنهم حققوا في النهاية 15 نقطة + (9 نقاط خصم) كانت ستجعلهم فوق إيمبولي واسكولي، لكن حدث الهبوط لأول مرة في عهد الرئيس جيامباولو بوتزو (والذي مازال الرئيس الحالي لأودينيزي حتى الآن)..





بييترو باولو فيرديس - 17 هدف مع ميلان في أول موسم لسيلفيو بيرلسكوني وحقق لقب الكابوكانونييري
هدافو البطولة: بييترو باولو فيرديس (ميلان) برصيد 17 هدف- جيانلوكا فيالي (سامبدوريا) 12 هدف- أليساندرو ألتوبيلي (إنتر) 11 هدف- دييجو أرماندو مارادونا (نابولي) 10 أهداف- ألدو سيرينا (يوفنتوس) 10 أهداف.
الترتيب النهائي: نابولي 42 نقطة - يوفنتوس 39 - الإنتر 38 - فيرونا 36 - ميلان، سامبدوريا 35 - روما 33 - افيلينو 30 - كومو وفيورنتينا وتورينو 26 - أسكولي 24 - إيمبولي 23- بريشيا 22- أتالانتا 21 - أودينيزي 15.
.من السيري بي صعد للسيري آ أندية: بيسكارا- بيزا وتشيزينا
في هذا العام حصل الكاتب يوسف برودسكي على جائزة نوبل للأدب، و وينتي هيوستن على جائزة أفضل ألبوم روك//بوب، والكاتبة بينولبي ليفلي البريطانية المولودة في القاهرة على جائزة بوكر الأدبية.
على الصعيد الأوروبي: كعب رابح مادجر يقلب الموازين، 
Porto Final Champions
خرج يوفنتوس من دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال على يد ريال مدريد، تفوق المرينجي ذهابًا وعاد اليوفي للفوز إيابًا في تورينو لكن ركلات الترجيح ابتسمت للبريال، وأكمل الريال طريقه بصعوبة ليصل لنصف النهائي بعد الخسارة من النجم الأحمر الصربي 4-2 في مباراة الذهاب وفوزه إيابًا بهدفين، لكنه لم ينجح في الصمود أمام العملاق البافاري في نصف النهائي، والذي سحقه بـ4/1 في ميونيخ.

لكن المفاجأة كانت في المباراة النهائية التي تأهل لها بورتو بقيادة النجم الجزائري العربي رابح مادجر بعد إخراج دينامو كييف في نصف النهائي، فاز بورتو في العاصمة النمساوية فيينا بفضل هدف رائع بالكعب من مادجر وهدف آخر من يوراي وتوج باللقب الأوروبي في انتصار وإنجاز تاريخي للكرة البرتغالية التي كانت بعيدة عن الساحة لفترات طويلة.
Ajax 1987

أما بطولة كأس الكؤوس الأوروبية فقد رفع لقبها هذه المرة أياكس أمستردام بقيادة مدربها المخترع والفذ يوهان كرويف، حينها كان أياكس يملك تشكيلة قوية جدًا تضم فرانك ريكارد وماركو فان باستن، وفي دكة الاحتياط كان هناك الشاب الواعد دينيس بيركامب.
FC BAYERN MUENCHEN  1987

وفي بطولة كأس الاتحاد الأوروبي عاد نادي جوتيبرج السويدي ليحقق لقبه الثاني تاريخيًا في هذه المسابقة بعد إخراجه للإنتر في ربع النهائي وفوزه على داندي يونايتد الاسكتلندي على أرضية ميدانه في المباراة النهائية التي شهدت حضور 50 ألف مناصر سويدي، وبهدف بيتيرسون ذهابًا، وبالتعادل إيابًا 1-1 حقق الفريق السويدي إنجاًزًا جديدًا مع تشكيلة محلية بالكامل ما عدا تواجد المهاجم الفنلندي ياي رانتانين الذي سجل 5 أهداف ولكنه لم يحضر المباراة النهائية للإصابة.

كان ستيوا بوخارست الروماني قد فاز بكأس السوبر الأوروبية في هذا الوقت كذلك بهزيمته لدينامو كييف في ملعب لويس الثاني بموناكو في 24 فبراير 1987، بهدف للنجم الروماني هاجي، تلك البطولة التي كان آخر من فاز بها هو يوفنتوس في 1984 على حساب ليفربول عادت مرة أخرى بعد انقطاع لثلاث سنوات.

ولّت سنوات الباسك، وهلّت ليالي مدريد

وعلى صعيد البطولات المحلية وبالتحديد في الليجا الإسبانية فاز ريال مدريد بلقبه الـ22 مواصلًا هيمنته واحتفاظه باللقب وذلك بعد أن كانت أندية الباسك "ريال سوسييداد وأتلتيك بلباو" هى الأفضل في بداية الثمانينات، لكن كان هذا اللقب إيذانًا لهيمنة سوف تستمر لسنوات للنادي الملكي مع المدرب الهولندي ليو بنهاكير والهداف المكسيكي هوجو سانشيز.





ريال مدريد هيمن على الألقاب المحلية في إسبانيا في نهاية الثمانينات بتشكيلة شبه كاملة
وفي إنجلترا حقق إيفرتون لقب الدوري الإنجليزي بعد منافسة مع غريمه التقليدي ليفربول مع المدرب هاوارد كيندال قبل رحيله لنادي أتلتيك بلباو بعد أن ظفر مع التوفيز بسبعة ألقاب، وفي هذا الموسم سجل تريفور ستيفين لقب الهداف بـ14 هدفًا.

إلى هنا ينتهي الجزء الثاني من توثيق موسم 1986-1987

مقالات تحليلة

آلة الزمن الإيطالية

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة