روما بطل إيطاليا 1983
الجزء الثاني من الفصل الخامس من آلة الزمن الإيطالية..وتأريخ موسم 1982/1983
-فكرة وإعداد : حسين ممدوح
- سبق وأن نشرت هذه المادة سابقًا على صفحات جول العربي
رابط الجزء 1
رابط الجزء 1
مشاكل يوفنتوس تعود
منتصف موسم 1982- 1983، اليوفي يسير بصورة جيدة في دوري الأبطال، هناك توليفة طيبة في خط هجوم يوفنتوس بحضور بلاتيني، بونياك وبيتيجا وروسي لكن لم تُأتي بأُكلها في عديد من المباريات المحلية في السيري آ، مثل مباراة التعادل مع كالياري في تورينو 1-1 ثم أمام فيرونا وابتعاده عن روما بفارق 6 نقاط، أمام سامبدوريا في ملعب الستاديو كومونالي تم طرد بونياك وأكمل يوفنتوس المباراة بـ10 لاعبين، كان كل شيء سيئًا لكن دخول الخبير بيتيجا صاحب الـ33 عامًا أهدى التعادل ليوفنتوس برأسية هوائية في الدقيقة 85 ليخرج بأقل الأضرار.
روما كان في أفضل حالاته وأكثر الفرق استقرارًا من حيث التشكيلة والمردود، كانت أسوأ نتائجه التعادل مع أسكولي "كارلو مادزوني" خارج أرضه بهدف لهدف، أحرز كارلو أنشيلوتي هدف روما وجريكو هدف أسكولي، حينها أكد مادزوني أن كان من حسن الحظ مواجهة روما في ظل وجود تلك الجماهير على ملعب ليلو دي لوكا لأن صاحب القمة يبدو الأوفر حظًا لمعانقة الاسكوديتو، روما أولًا، فيرونا ثانيًا وإنتر يتابع من بعيد مع يوفنتوس..
الجولة العشرين - رسالة من روما للجميع : إنتر يتفاجيء بهدف مُبكر من تورينو، يوفنتوس يعود لنغمة الأداء الجيد بهدفين في مرمى فيورنتينا، وفيرونا يبدأ الانهيار بتأخره بهدف أمام إيفيلنو، بينما كان روما في مواجهة خاصة في ديربي الشمس مع نابولي على ملعب الأولمبيكو دي روما، في الدقيقة 12 نجح رامون دياز في وضع البارتينوبي في المقدمة، لكن سرعان ما عاد روما في النتيجة بهدفين أولًا عبر نيلا في الدقيقة 30 ثم هدف رائع من تسديدة قوية عبر أنشيلوتي سكنت المقص الأيمن لشباك نابولي لينتهي الشوط الأول بنتيجة 3-1 للجيالوروسو..
أضاف القائد دي بارتولومي الهدف الرابع لروما في بداية الشوط الثاني بتسديدة بعيدة من الكابيتانو ذهبت قوية أرضية وسكنت الزاوية اليسرى لشباك نابولي، باولو روسي أكد انتصار يوفي بالهدف الثالث في شباك الفيولا، دي بارتولومي يستغل ضربة حرة وينجح المتخصص في هز شباك أمراء الجنوب مجددًا لتصبح خماسية كاملة للذئاب، خسارة كبيرة لإنتر أمام تورينو بثلاثة أهداف تضع روما بلا منافس حقيقي حتى إشعار آخر.
دي بارتولومي بعد نهاية اللقاء، قال بطل الحكاية "إنها بطولة روما؟ نحن نحتاج لتواضع أكبر في المباريات القادمة، قدمنا الكثير ونتمنى أن نستمر"، ها هو حلم روما يختمر
المرحلة الأخيرة
بدأ فيرونا يفقد النقاط أكثر، وكانت أبرز خساراته أمام كاتانزارو صاحب المركز الأخير ليصبح المنافس الأقرب لروما هو يوفنتوس "تراباتوني"، قام تراباتوني بتغيير الطريقة بوضع بونيني في الوسط وبيتيجا كصانع ألعاب أو ريجيستا مُتقدم وتغيرت النغمة ونتائج يوفنتوس بالإيجاب بداية من شهر مارس، خاصة مع بدأ تصاعد مستوى ميشيل بلاتيني، الأيقونة الفرنسية بدأ يكتسب حساسية التهديف وبدأ يكتسب القوة في التعامل مع مدافعي الكالتشيو.
فيما بعد كان على يوفنتوس أن يلعب بآخر آماله وبكل قوته أمام روما في ملعب الأولمبيكو دي روما، يوفنتوس جديد بأفكار وحلول هجومية جديدة من ترباتوني كانت ناجعة بوضع بيتيجا كلاعب وسط متقدم، فبعد تقدم روما بهدف لفالكاو نجحت السيدة العجوز في آخر 5 دقائق في قلب الطاولة، بفضل الساحر بلاتيني، ضربة حرة رائعة للغاية تسكن شباك روما ثم صنع هدفًا آخر بكرة عرضية دقيقة وماهرة على رأس سيرجيو بريو ليحظى يوفي بالنقاط الكاملة ويعود بها لتورينو.
هذا الفوز أعاد سخونة التنافس على المقدمة وإن كان روما يحتفظ بحظوظه الأقوى في الفوز باللقب، وقد تسرب بعض القلق لجماهيره بعد الفوز بصعوبة كبيرة على بيزا في ملعب آرينا جاريبالدي بنتيجة 1-2 بهدفين من فالكاو ودي بارتولومي ثم تعادله مع أودينيزي سلبيًا في العاصمة، في نفس الوقت الذي كانت موهبة ميشيل بلاتيني تتفجر مع يوفنتوس وأهدافه تزداد حتى أنه اعتلى صدارة الهدافين.
لكن النبأ السعيد وصل لجماهير روما بعد أن أهدى التورو له أعظم نتيجة ممكنة في الديربي بتغلبه على يوفنتوس 3-2 في ديربي رائع للغاية، حيث تقدم يوفنتوس بهدفين لباولو روسي وبلاتيني في الدقيقتين 15 و65، وفي آخر 20 دقيقة قلب تورينو النتيجة بثلاثية عبر دوسينا، بيناسو وتورييسي،- هدف الانتصار بضربة مقصية هوائية - 3 أهداف في 4 دقائق، سيناريو مجنون للغاية وانتصار مهم للتورو مع مدرب إنتر السابق يوجينيو بيرسيليني، لكنه كان أكثر أهمية لروما بالطبع.المشاجرة الأشهر في تاريخ إنتر
كان هناك قناعة بأن روما اقترب كثيرًا من اللقب، وقناعة بأن خسارة يوفنتوس للديربي بتلك الطريقة تعني أنه لا فريق أحق من الذئاب بالفوز بالبطولة هذا العام، لكن هناك فريق آخر ثالث، فريق غاضب، إنه إنتر الذي فاز على ايفيلينو في نفس الجولة بهدفين لسلفاتوري باني، وكانت مباراة مليئة بالسخونة والعصبية من لاعبي الفريقين، ضربتين رأسيتين من سلفاتوري باني حسما المباراة لرجال رينو ماركيزي، ولكن كانت اللقطة الشهيرة التي حدثت مابين ألتوبيلي ومولر، فقد كان مولر ينطلق بالكرة ومعه ألتوبيلي في مواجهة مدافعين من ايفيلينو، ألتوبيلي في موقع مناسب ولكن الألماني يختار التسديد وتخرج الكرة بجوار القائم، مشادة ما بين ألتوبيلي ومولر، اظهر إنتر رغبة لمواصلة المنافسة، لكن تلك اللقطة أظهرت أنه ليست كل الأمور على ما يرام.
نعود لروما، والذي كان يستعد للفوز بالتريكولوري، انتصار آخر على ايفيلنو وتعثر ليوفنتوس بالتعادل مع إنتر في ديربي إيطاليا 3-3 رغم ثنائية بلاتيني "وهى الثالثة له هذا الموسم"، تبقت فقط مباراتين، وروما يحتاج لنقطة واحدة فقط في آخر مباراتين، اللقب قد اقترب.
كانت المباراة قبل الأخيرة على ملعب جنوى في الفيراريس، مباراة خاصة أمام فريق جنوى الذي كان يلعب له 3 من نجوم روما آنذاك وهم نيلا، برونو كونتي، وروبيرتو برودزو، تكفل برودزو بالمهمة وأسكن رأسيته شباك جنوى بعد 19 دقيقة لتنفجر المدرجات بما فيها من مشجعي الذئاب القادمين إلى الفيراريس، تعادل جنوى بهدف عبر فيوريني، تعادل يوفنتوس خارج أرضه مع كالياري، يطلق الحكم صافرته، روما بطلًا للاسكوديتو للمرة االثانية في تاريخه، التاريخ يكتب مع السويدي ليدهولم، روما بطلًا لإيطاليا بعد 40 عامًا من الغياب، احتفالات لا تُصدق في روما ولن تنتهي هذا الصيف، في كل مكان في المدينة التاريخية.
أنشيلوتي أشاد بعمل ليدهولم "حافظنا على الصدارة طوال الموسم، كانت دائمًا وراءنا فرق قوية، لكننا أثبتنا استمراريتنا"، نيلا "قدمنا الكثير لتحقيق هذا الإنجاز العظيمة لمدينة روما، الاسكوديتو مُهدى للرئيس دينو فيولا، الجميع هنا يقول له شكرًا".
روما حقيقة كان قريبًا من اللقب في العام الماضي، وفي هذا الموسم كانت له الأحقية الكاملة في الفوز بالبطولة، بقيادة الملك الثامن لروما كما أسموه "فالكاو"، أوتافو دي روما، قائد الفريق والمجموعة داخل وخارج الملعب، المُدهش في تحركاته ورؤيته بكرة أو بدون، ريجيستا روما الأعظم على ما تاريخ النادي، واستحق تمثالًا بهذا اللقب في مدينة روما.
"الثامن من مايو 1983..تاريخ خالد في أذهان الرومانيستا"
كان فالكاو عبقريًا، أنيقًا، لديه خفة البرازيليين وخبث الأوروبيين، حياته كانت تُشبه طريقته في الأداء، المتعة والأناقة في الوقت ذاته، كان فالكاو من بين الأعظم ممن ارتدوا القميص رقم 5 ليس في روما والكرة الإيطالية فقط، بل في العالم كله.
قال فالكاو عن حياته في روما <<عندما تفز، عندما تحقق هدفك فإنه أمر يثلج الصدر، وتشعر وقتها بأنك متفوق حتى على نفسك، إنك تشعر بالكمال في روما، تعيش العاطفة وتعيش اللحظات التي تمر عليك هناك ولكن تحتاج عقلية مناسبة لكي تفعل ذلك، بالنسبة لي، أريد أن أفوز مجددًا معهم، في كرة القدم هناك فقط الحاضر، ولا أحد يهتم بالأمس، إنه فقط عن اليوم >> كان ذلك أول ما قال عن روما.
<<عندما كنت صغيرًا كنت أشعر بالغضب بسبب الإضرابات في البرازيل فلقد كانت الكرة فقط هى ما في رأسي، كان لا يمكنني أن آخذ الحافلة للعب التدريب، أنا لا أقرأ، أريد أن استلخص الدروس المفيدة فقط لأجل الحياة، لا أعرف تحديدًا ماذا يمكن أن أفعل بعد كرة القدم، على أية حال عقليتنا تختلف عن أوروبا، نحن نستمتع كثيرًا!>>.
الهبوط للسيري بي
في الجولة الأخيرة كان هناك كالياري، أسكولي ونابولي، 3 فرق تبحث عن الهروب من السقوط للدرجة الثانية، بعد أن ضمن بيزا وجنوى البقاء في السيري آ، وتأكد هبوط تشيزينا وكاتانزارو حسابيًا، نجح أسكولي في الفوز وكذلك نابولي وهربا من المصير الأسود، وكان كالياري هو من وقع في المصير الأسود بالخسارة والتي حدثت أمام المنافس المباشر "أسكولي" بهدف أحرزه جريكو في الشوط الأول وهدف كان بالضربة القاضية من نيكوليني من فوق الحارس، نابولي انتصر وانتظر أن يعلم بخسارة كالياري لكي تحتفل جماهيره بالبقاء.
يُجدر بالذكر أن رامون دياز مدرب منتخب باراجواي الحالي وريفير بلايت السابق لعب كمهاجم أساسي لنابولي في هذا الموسم وكان أسوأ أعوامه، حيث سجل 3 أهداف فقط ورحل بنهاية الموسم إلى أفيلينو، هذا الأمر لم يجعل النابوليتانو يعارضون جلب المزيد من النجوم اللاتينيين في الأعوام التالية.
الهداف: ميشيل بلاتيني أحرز ثنائية أخرى وهى الرابعة له هذا الموسم لكي يفز بلقب الكابوكانونييري
"هداف البطولة" في موسمه الأول في إيطاليا، موسم ويا للعجب بدأ بمصاعب جمة وانتهى بانتصارٍ شخصي له، أتى بعده وخلفه ألتوبيلي بفارق هدف واحد وكذلك بينزو مهاجم فيرونا "لكلٍ منهم 15 هدف"، ثم روبيرتو برودزو من روما بـ12 هدف.
نظيف في المباراة الحاسمة لبصح الجنوب ممثلًا بأربعة أندية في الموسم القادم بجانب نابولي، كالياري وبيزا، باريزي قدم مستويات قوية جعلته من بين أندر اللاعبين اللذين يقومون بتمثيل المنتخب الإيطالي الأولى وهو يلعب لأحد اندية الدرجة الثانية وكان عمره آنذاك 22 عامًا، برز معه في نفس الموسم إيفاني وباتيستيني.
أوروبا في هذا العام: ماجات يقتل حلم السيدة
فيما بعد أجهز يوفنتوس على أستون فيلا ذهابًا وإيابا وازداد الفريق قوة في شهر مارس وأبريل، حتى وصل للمباراة النهائية في أثينا لكنه خسر اللقب في 25 مايو 1983 أمام هامبورج بهدف الألماني فيليكس ماجات بتسديدة يسارية صعبة للغاية هزمت الحارس الأسطوري دينو زوف، على أية حال فإن يوفنتوس تغلب على حزن الإخفاق الأوروبي برفعه للقب كأس إيطاليا على حساب فيرونا بثلاثة أهداف من روسي "هدف" وبلاتيني هدفين.
أما في كأس الاتحاد الأوروبي فكان نابولي أضعف بكثير من العام الفائت ونتائجه المحلية تشهد على ذلك فخرج من الدور الثاني أمام كايزرسلاوتون، روما الذي كان مركزًا أكثر على الاسكوديتو خرج من ربع النهائي أمام بنفيكا بعد الخسارة في لشبونة 1-2 والتعادل في الأولمبيكو 1-1.
اللقب كان من نصيب أندرلخت بعد فوزه على بنفيكا في بروكسل بهدف المهاجم الدنماركي كينيث برايل، وعلى صعيد بطولة كأس الكؤوس الأوروبية كان الإخفاق الكبير لريال مدريد بعد أن نجح في تخطي إنتر في ربع النهائي وأوستريا فيينا في نصف النهائي، فقد خسر أمام أبردين الأسكتلندي 1-2 بعد وقتين إضافيين، ألفريدو دي ستيفانو أخفق كمدرب، لا شك في كونه كان أسطورة كلاعب.
تراباتوني مع يوفنتوس خاض مباريات أوروبية قوية أولها كان مع فريق هيفيدوفري الدنماركي، فاز في
كوبنهاجن برباعية وفي مباراة العودة تعادل في الكومونالي 3-3 ثم تخطى فريق ستاندردليج البلجيكي بثنائية من باولو روسي، الذي أظهر أن فوزه بلقب كرة القدم الذهبية عام 1982 ليس بمحض الصدفة أو نتاج لأداءه في بطولة العام فقط، أظهر روسي ما لم يظهره في مونديال إسبانيا وأحرز هدفًا استثنائيًا بمهارة اللاعب الخبير بعد ان تخطى مدافعين والحارس وسجل هدفًا مخادعًا بعد عمل ثنائي وتفاهم كبير مع الفرنسي ميشيل بلاتيني.
كوبنهاجن برباعية وفي مباراة العودة تعادل في الكومونالي 3-3 ثم تخطى فريق ستاندردليج البلجيكي بثنائية من باولو روسي، الذي أظهر أن فوزه بلقب كرة القدم الذهبية عام 1982 ليس بمحض الصدفة أو نتاج لأداءه في بطولة العام فقط، أظهر روسي ما لم يظهره في مونديال إسبانيا وأحرز هدفًا استثنائيًا بمهارة اللاعب الخبير بعد ان تخطى مدافعين والحارس وسجل هدفًا مخادعًا بعد عمل ثنائي وتفاهم كبير مع الفرنسي ميشيل بلاتيني.
فيما بعد أجهز يوفنتوس على أستون فيلا ذهابًا وإيابا وازداد الفريق قوة في شهر مارس وأبريل، حتى وصل للمباراة النهائية في أثينا لكنه خسر اللقب في 25 مايو 1983 أمام هامبورج بهدف الألماني فيليكس ماجات بتسديدة يسارية صعبة للغاية هزمت الحارس الأسطوري دينو زوف، على أية حال فإن يوفنتوس تغلب على حزن الإخفاق الأوروبي برفعه للقب كأس إيطاليا على حساب فيرونا بثلاثة أهداف من روسي "هدف" وبلاتيني هدفين.
أما في كأس الاتحاد الأوروبي فكان نابولي أضعف بكثير من العام الفائت ونتائجه المحلية تشهد على ذلك فخرج من الدور الثاني أمام كايزرسلاوتون، روما الذي كان مركزًا أكثر على الاسكوديتو خرج من ربع النهائي أمام بنفيكا بعد الخسارة في لشبونة 1-2 والتعادل في الأولمبيكو 1-1.
اللقب كان من نصيب أندرلخت بعد فوزه على بنفيكا في بروكسل بهدف المهاجم الدنماركي كينيث برايل، وعلى صعيد بطولة كأس الكؤوس الأوروبية كان الإخفاق الكبير لريال مدريد بعد أن نجح في تخطي إنتر في ربع النهائي وأوستريا فيينا في نصف النهائي، فقد خسر أمام أبردين الأسكتلندي 1-2 بعد وقتين إضافيين، ألفريدو دي ستيفانو أخفق كمدرب، لا شك في كونه كان أسطورة كلاعب.
إلى هنا ينتهي الجزء الثاني من توثيق موسم 1982-1983
0 التعليقات:
إرسال تعليق