دينو زوف..وحلاوة العالم
نُمرِر حلاوة العالم لكي لا تصبح الحياة مُجزعة ولا تجرح حلاوتها الحلق، كغرفة يجلس فيها دينو زوف وشيريا يملؤها دخانًا والعالم بالخارج يحتفل بمونديال 82، بأكثر من ألف دقيقة من النجاح، زوف كان يلعق الفشل ويمُر، فريولاني نبذه أبوه لأنه لم يصبح صيدلانيًا، فشل رهيب في مانتوفا، كان احتياطيًا على الدوام في فريق مدينته "أودينيزي"، لم يُستدعى ابدًا للآدزوريني تحت 21، في هذه الليلة التي حمل فيها صاحب الـ40 عامًا كأس الذهب كان يتذكر كل تلك المرارات التي عاشها في شبابه. في غرفة وحيدة مليئة بالدخان ويرافقه فيها شيريا.
في كل مرة حيته فيها جماهير يوفنتوس كان يطلب منهم التوقف، فيستمروا أكثر. فاز بالكثير، دون أن يتكلم حتى مع المدافعين، يهرب من عدسات المصورين، ملاحقات الجمهور، لم يكن يومًا نجمًا في إعلان تلفزيوني، بطلًا معجون من الصمت والإجادة والحدة القاتلة.
قالت عنه الكوريري ديلا سيرا "إنه يُمثل الآنتي ايتاليانو فيرو" أي الإيطالي الغير حقيقي. كونه يُمثل مدينة فريولي الهادئة الوحيدة، والتي تمتلك لهجة خاصة وأدباء من نوع خاص لم يُسمع عنهم خارج إيطاليا، أو حتى خارج فريولي، وكونه يجلس في غرفة وحيدة مليئة بالدخان، يرافقه فيها شيريا والعالم بالخارج يحتفل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق