الأربعاء، 9 مايو 2018

القيصر القديم تراب يُفاجيء أوروبا بالكاتيناتشو الجديد

الجزء الثاني من الفصل السادس..من آلة الزمن الإيطالية وتأريخ موسم 1983/1984
فكرة وإعداد: حسين ممدوح
ملاحظة: سبق وأن نشرت هذه المادة على موقع جول العربي

رابط الجزء 1

في 18 مارس 1984، ارتحل يوفنتوس لملعب البينتيجودي لملاقاة هيلاس فيرونا، أنها الجولة الـ23 ولم تبقى سوى 7 جولات بعدها واليوفي في وضع مريح، لكن خسارته أمام فيرونا كانت ستعني إنعاش آمال الجيالوروسي، وربما فيورنتينا، كان هذا يعني أن الجميع ينتظر فيرونا ويشجع فيرونا أمام اليوفي.

 
وحسنًا فعل فيرونا، الشوط الأول شهد تقدم يوفنتوس بهدف تعاون بلاتيني مع مهاجم فيرونا السابق
"بينزو" في لعبة ثنائية أنهاها الفرنسي بالمرمى وذلك بعد دقيقة واحدة فقط، واستمر يوفنتوس يبحث عن هدف لتأكيد تفوقه، لكن بداية الشوط الثاني شهدت احتساب ركلة جزاء لفيرونا بعد لمسة يد من شيريا، يوريو أسكنها الشباك بنجاح لتصبح النتيجة 11، فيما بعد نجح جالدريزي ابن يوفنتوس السابق في الدقيقة 66 من مباغتة دفاع يوفنتوس"فريقه السابق" وتسجيل هدف الفوز في مرمى تاكوني، يوفنتوس يسقط في بينتجودي
.وحسنًا
بينما نجح روما بهدف في الدقيقة 73 عبر سيريزو من التقدم على أودينيزي، تقدم أكده دي بارتولومي فيما بعد ليصبح روما خلف يوفنتوس بنقطتين فقط.



مايكل لاودروب وانطلاقته في الملاعب الإيطالية بقميص البيانكوشيلستي | آلة الزمن الإيطالية

في نفس الجولة تعادل ميلان وإنتر سلبيًا في ديربي ميلانو ليبقى إنتر بعيدًا عن المنافسة على اللقب، بينما استمر ميلان في وسط الترتيب تمامًا وفي المنطقة الآمنة بالمركز الثامن، أما لاتسيو فقد زادت معاناته تحت رئاسة نجمه وأيقونته "جورجيو كيناليا"، لاتسيو في هذا الموسم دعم صفوفه بلاعبين ممتازين وهما البرازيلي باتيستا والمهاجم الدنماركي ميشيل لاودروب لكن الفريق فقد برونو جوردانو للإصابة، وفقد نقاط عديدة بسبب سوء الحظ، فترة صعبة للنسور مع الرئيس كيناليا وقدوم كاروسي بدلًا من المدرب البرازيلي موروني لم يُغير شيئًا، الخسارة من إيفيلينو بثلاثية على ملعب بارتينيو أكدت أن لاتسيو يحتاج لعمل كبير لتفادي الهبوط
الأنفاس الأخيرة..يا له من دفاع، يملكه يوفنتوس!



تراباتوني أعاد إحياء الكاتيناتشو بطريقة متطورة في النصف الثاني من موسم 1983/1984 | آلة الزمن الإيطالية

نقطتين فقط تفرق روما عن يوفنتوس، وفالكاو يتحدث عن هذا الصراع مؤكدًا "يوفي يفقد النقاط ونحن أيضًا، البطولة الإيطالية صعبة وللغاية والفريق الفائز والبطل في النهاية هو من سينجح في التركيز بكل مباراة قادمة، سنحاول أن نفعل ما هو أفضل منهم والحفاظ على أمل الفوز بالكامبيوناتو مرة أخرى".
ولكن هل فعل روما؟ لا، التعادل مع أسكولي خارج أرضه ومع أيفيلينو 2-2 في ملعب البارتينيو ترك يوفي في وضعية أكثر صلابة، اليوفنتوس كان يملك شيئًا أكثر، شيئًا يُميزه عن روما في نهاية هذا الموسم وهو الرغبة، وكذلك تكاتف جميع اللاعبين في منظومة المدير الفني الجديدة الذي تجعل العمل التكتيكي فوق أي شيء وفوق الأسماء الكبيرة، تسجيل جايتانو شيريا لهدفي الفوز على كاتانيا في نهاية شهر مارس كان دليلًا على ذلك، ثم الفوز على فيورنتينا بركلة جزاء في التسعين عبر بنيامينو فينيولا، فينيولا البديل أصبح بطلًا في تلك اللحظات "يا له من شعور، أردت إسعاد نفسي وإسعاد زملائي ونجحت"، رسميًا أصبح فيورنتينا خارج اللعبة، الاسكوديتو الآن ما بين يوفنتوس وروما وفقط.
ثم في مباراة القمة والمواجهة الأخطر مع روما نجح دفاع يوفنتوس في التأكيد على أنه الأفضل في إيطاليا وربما في أوروبا، الأفضل بلا أي شك رغم خسارة اللقب في الموسم الماضي، لكن الدفاع اليوم هو من صنع الفارق للسيدة العجوز، انتهت المباراة بالتعادل السلبي في ملعب الأولمبيكو دي روما وفي .غياب ميشيل بلاتيني



دي بارتولومي "الفريق كله يعلم أهمية المباريات القادمة، لدينا رغبة التتويج بالاسكوديتو"، أمام يوفنتوس لعب فالكاو وهو مصاب وتحامل على نفسه فقط لكي يحافظ على آمال جماهير روما المتشوقة لانتصارٍ على السيدة، يوفنتوس لعب دون بلاتيني والذي شارك مكانه برانديلي، لم يقدم روما الكثير أمام دفاع صلب كدفاع يوفنتوس، وفرصته الوحيدة كانت تسديدة برونو كونتي التي ردتها العارضة، خيبة أمل في روما وإن لم تنتهي المنافسة بعد.
القمة المنتظرة، الحرجة
تبقت 4 جولات على النهاية، يوفننتوس استضاف أودينيزي "زيكو" في الكومونالي، زيكو كان أساس وبؤرة اهتمام دفاع يوفنتوس، رغم ذلك سجل البرازيلي هدفًا في مرمى تاكوني بعد أن تخلص من جينتيلي بمهارة خالصة، انتهى الشوط الأول 1-2 لأودينيزي، ويوفنتوس بلا بلاتيني، بلا بلاتيني، ولكن انتظر؟ يوفنتوس يجد البديل، ومثل ما حدث مع جالدريزي، ظهر لاعبًا جديدًا يصنع الفرحة ويقوم بدور البطولة حتى وإن كان مغمورًا أو ليس من أصحاب الجودة الكبيرة، فينيولا يتكفل بالمهمة ويسجل هدفين ويزول الخطر في تورينو، روما يتعادل مع ايفيلينو وبذلك يرتفع الفارق لـ4 نقاط والمتبقي فقط مباراتين، اليوفي على بُعد خطوة صغيرة من المجد المحلي.
نعم، استعاد يوفنتوس اللقب، بعودة بلاتيني فاز فريق جيوفاني تراباتوني بديربي إيطاليا، هدفين من كابريني ثم من الجوهرة الفرنسية يضمنان الفوز رغم تقليص إنتر للنتيجة بضربة جزاء من السبيلو ألتوبيلي، فشل إنتر في إيقاع غريمه التقليدي في فخه في ملعب الجوزيبي مياتزا، ليعود يوفنتوس ويحتفل وسط جماهيره وعلى ملعب الكومونالي بالتعادل مع ايفيلينو بهدف لهدف.

"جوردانو يُنقذ السماوي من العودة للظلام"



برونو جوردانو يحتفل بهدف العبور لبر الأمان مع لاتسيو | آلة الزمن الإيطالية

تعادل ايفيلينو كان كافيًا بالنسبة له لكي يضمن البقاء في الدرجة الاولى ليبقى الخطر المحدق للاتسيو ونابولي وجنوى، خطر السقوط للدرجة الثانية، بعد فوز لاتسيو وتعادل جنوى وفوز نابولي، أصبح صراع دائرة الهبوط منحصرًا ما بين جنوى ولاتسيو، وفي الجولة الأخيرة وفي سيناريو لا يوجد أفضل منه للاتسيو تعادل البيانكوشيلستي خارج ملعبه مع بيزا وبهدفين من اللاعب العائد من الإصابة برونو جوردانو، كان التعادل كافيًا بالنسبة للاتسيو للبقاء بفارق الأهداف عن جنوى الذي عاد سريعًا للدرجة الثانية، كانت ستصبح كارثة للرئيس جورجيو كيناليا وجماهير العاصمة لو أنها فقدت لاتسيو من جديد بالسيري بي، كاتانيا وجنوى للدرجة الثانية وبيزا يلتحق بهم بعد الخسارة أمام ميلان بهدف سجله أسوأ لاعبي ميلان والصفقة الخاطئة التي قام بها الرئيس جوزيبي فارينا، الإنجليزي لوثار بيليسي الذي سجل فقط 5 أهداف وتعرض لانتقادات قاسية طيلة العام من الصحافة والجماهير بميلانو وعاد سريعًا للدوري الإنجليزي هاربًا من جحيم جنة كرة القدم!. 
يوفنتوس بطلًا، وسر نجاح الزونا ميستا

اليوفنتينو احتفلوا باللقب الـ21 في تاريخ نادي السيدة، اسكوديتو أول للثنائي البولندي "بونياك" والفرنسي "بلاتيني" في العام الأول الذي يغيب فيه زوف وبيتيجا، ميشيل بلاتيني كذلك أحرز لقب الكابو كانونييري للعام الثاني على التوالي بفارق هدف عن البرازيلي وأسطورة اودينيزي زيكو الذي سجل19 هدفًا، كان أساس تفوق يوفنتوس هو دفاعه، برحيل زوف أصبح جايتانو شيريا هو الكابيتانو وقائد المجموعة، المجموعة التي كانت تتميز هذا العام بأن البدلاء ورغم أنهم ليسوا بأسماء كبيرة مثل بينزو وفينيولا وبرانديلي ولكنهم كانوا ينجحون في شغر مكان الأساسيين عند الإصابات أو عند هبوط المستوى، كان هذا يوفنتوس تراباتوني، كان تراب يعتمد على شيريا في قلب الدفاع ومعه جينتيلي وبريو، بينما يتواجد كابريني على الجهة اليسار وبونيني كلاعب وسط مدافع بجانب تارديلي، أما لاعب الوسط الأيمن فكان يتغير بصورة مستمرة، كان بلاتيني وبونياك يتبادلان الدورين "صانع الألعاب والمهاجم الثاني" بينما يبقى روسي كرأس حربة تقليدي، باعتزال بيتيجا أصبح هناك لاعب وسط إضافي في تشكيلة اليوفي، أسلوب "الزونا ميستا"الذي طبقه تراب في هذا العهد، كان جينتيلي يُعطي كابريني على الجهة اليسرى على الحرية الكاملة، وكذلك بونيني الذي كان يُغطي دائمًا على تارديلي، مع ذلك ظل .نجم منتخب سان مارينو "بونيني" جنديًا مجهولًا لم يتغنى به أحد.

المجد الأوروبي من جديد


لم يكتفي البيانكونيري بالنجاح المحلي بل احتفل بالتتويج الأوروبي بالفوز ببطولة كأس الكؤوس الأوروبية في مباراة مثيرة أمام بورتو في النهائي تفوق فيها بهدفين لهدف حينها أحرز فينولا هدفه الوحيد بقميص يوفنتوس وأضاف بونياك الثاني بينما أحرز هدف بورتو الواحد باولو سوزا (المدير الفني الحالي لفيورنتينا)، كان مشوار الفريق مثيرًا لأنه في نصف النهائي نجح في التفوق على مانشستر يونايتد بالتعادل إيجابيًا 1-1 في مانشستر بعد تحرك في غاية الذكاء من بونياك وروسي في الهجمة المرتدة، أما العودة فشهدت عودة باولو روسي لهز شباك الحارس الإنجليزي "جاري باييلي" مجددًا في تورينو، وسجل بونياك هدفًا أظهر فيه قدراته البدنية وقدرته على صناعة الفارق، كان موسمًا إيجابيًا للغاية ومُبشرًا.





احتفال كابريني وشيريا بالفوز على بورتو | آلة الزمن الإيطالية

يُمكن إرجاع نجاح تراب في هذا العام والعام الذي سيليه أوروبيًا في أنه نجح أن يرسي قواعد المنظومة قبل الأفراد، الزونا ميستا كانت بمثابة طريقة كاتيناتشو مُحدثة، كان شيريا يلعب فيه دور ظابط الإيقاع وصاحب الرؤية الأوسع من جميع اللاعبين، بينما بريو لاعب يراقب دائمًا أخطر لاعبي الخصم ويسانده في ذلك جينتيلي الذي كان يصطاد الكرات من المنافسين.





تشكيلة الفائزة بكأس الكؤوس الأوروبية 1984 | آلة الزمن الإيطالية

ونجد بونيني في الوسط بمثابة مُراقب وراكض نحو الكرة، ميزة هذا النظام أنه كان يُعطي حرية أكبر للظهير الأيسر كابريني، ولماركو تارديلي وبونياك في التوجه الهجومي وهذا ما أعطى النجم الفرنسي وصاحب كرة القدم الذهبية ميشيل بلاتيني تميزًا أكبر لأنه كان قادرًا على إيجاد حلول ومساحات سريعة عندما تكون الكرة بحوزته، بما أن رفاقه جميعهم كان لديهم هدف واحد وهو تغطية جميع المساحات المفتوحة على الخصم، هذا الأسلوب كان قويًا وناجحًا وقتها، وكان يتطلب لاعبين بمواصفات استثنائية تواجدت في هذا الجيل، يحتاج حيوية وطاقة كبيرة.


لي شاربي لاعب وسط مانشستر والمنتخب الإنجليزي في مواجهة كلاوديو جينتيلي
أما في بطولة دوري الأبطال، فقد قام روما بمسيرة غير عادية وتأهل للنهائي في مايو على ملعب الأولمبيكو دي روما ولكنه خسر البطولة بركلات الترجيح 2-4 بعد التعادل إيجابيًا في الوقت الأصلي بهدفٍ لكل فريق، وكان روبيرتو برودزو قد أحرز في هذه النسخة 5 أهداف متساويًا مع الأسطورة الويلزية آيان راش الذي احتفل مجددًا مع الريدز بانتصارٍ تاريخي وبثاني لقب لدوري الأبطال في ظرف أربعة سنوات، وذهبت بطولة كأس الاتحاد الأوروبي للفريق الإنجليزي الآخر توتنهام هوتسبير مع المدرب كيث بوركينشاو متفوقًا بركلات الترجيح كذلك أمام أندرلخت البلجيكي.


الصاعدون للسيري آ: دونادوني يقود أبناء بيرجامو للأضواء




سطوع نجم روبيرتو دونادوني مع أتالانتا بيرجامو في السيري بي وأنظار الرئيس الجديد لميلان "سيلفيو بيرلسكوني" تتجه إليه | آلة الزمن الإيطالية

أتالانتا يعود للسيري آ بعد غياب لـ" 5" سنوات تحت قيادة المدرب نيدو سوديتي بعد الفوز على فاريزي 4-1، الفريق البيرجاميسكي سجل أهدافه عبر باتشوني ودونادوني صاحب الرقم "9"، وهدفين عبر إنريكو فيلا، مع فريق المدرب إيدو سونيتي صعد كذلك فريق "كومو" بعد أن ضمن المركز الثاني قبل جولتين من النهاية بالفوز على كافيزي 2-1 في أرضية ملعب مبللة بالأمطار، صعد كومو ومعه الناشيء المثير للاهتمام ستيفانو بورجونوفو الذي أصبح نجمًا لميلان فيما بعد، كريمونيسي كان ثالث الأندية الصاعدة للدرجة الثالثة بعد تعادله مع باليرمو 3-3، وفي الصيف باع كريمونيسي لسامبدوريا مهاجمه الذي سيصبح فيما بعد من أهم مهاجمي كرة القدم الإيطالية والأوروبية، جيانلوكا فيالي..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مقالات تحليلة

آلة الزمن الإيطالية

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة