مايو 08, 2018
الساحر البرازيلي الذي أحرج السيدة العجوز
- الجزء الأول من الفصل الرابع..من آلة الزمن الإيطالية
-فكرة وإعداد: حسين ممدوح
- تم سبق نشر هذه المادة على موقع جول العربي
موسم 1981-1982..وثورة في السوق المحلي
بعد أن فاز يوفنتوس بلقب الاسكوديتو في العام الماضي بصعوبة كبيرة بعد منافسة مع روما "فالكاو" و"بروتزو" وبعد عدة جدالات تحكيمية كان أبرزها هدف ماورتسيو تروني الملغي لروما والذي كان كفيلا بأن يحقق الجيالوروسي الاسكوديتو، بعد هذه المرحلة بدأ يوفنتوس يُفكر للمستقبل، يُفكر في باولو روسي وفي عدة أسماء أخرى مع بقاء المدرب جيوفاني تراباتوني ومع الرئيس جيامبييرو بونيبرتي الذي اعترف بأن البيانكونيري عانى كثيرًا في الموسم الماضي رغم الفوز بالبطولة، وأنه ربما يبحث عن ضم لاعب أجنبي آخر بعد ليام بريدي.
أما ميلان العائد للسيري آ فقد كان يلاحق نجم فلامينجو والنجم البرازيلي الشعبي الأول حينها "زيكو" وقد رفض رئيس النادي بيعه وكذلك الجماهير، كان زيكو وقتها هو أغلى لاعبي العالم بالفعل ويلعب في البطولة البرازيلية.
تعاقد يوفنتوس مع باولو روسي بالفعل إضافة لجوزيبي جالدريزي وبالتالي إضافة خيارات جديدة في خط هجوم فريق تراباتوني، أما إنتر فبعد المستوى الكبير الذي قدمه جابرييلي أوريالي وهيربرت بورشايكا في وسط الميدان وبوجود بيكالوسي في صناعة اللعب ونضج جوزيبي بيرجومي وباريزي في الخلف فقد قرر استعادة ألدو سيرينا فقط في خط الهجوم بعد سنتين لعب فيهما لكومو وباري على سبيل الإعارة.
إيفيلينو تعاقد مع مهاجم باليرمو السابق فيتو كيمنتي وبولونيا قام بتصعيد الناشيء روبيرتو مانشيني لأول مرة، وميلان مع مشاكله الإداريه الكبيرة وحتى على مستوى الرئاسة جلب فقط الاسكتلندي جوي جوردان من مانشستر يونايتد بينما لم تتغير باقي عناصر تشكيلته عن تلك التي لعب فيها في الدرجة الثانية!.
بخصوص السوق الأجنبي وصل البرازيلي أورلاندو لأودينيزي في خط الوسط وهو من الأسماء المغمورة، حافظ نابولي على نجمه الأول الهولندي رود كرول، جنوى الصاعد حديثًا جلب ريني فانديريكين البلجيكي لاعب كلوب بروج في وسط الملعب كذلك وهناك المهاجم النمساوي والتر شاتشنير والذي كانت له تجربة سابقة في السيري بي مع تشيزينا، في هذا الصيف بشكلٍ عام لم يكن السوق اللاتيني مشتعلًا واعتمدت أندية السيري آ على لاعبين من داخل القارة العجوز أكثر، وفي السوق المحلي كان رحيل ماسيمو بالانكا من كاتانزارو لنابولي ضربة كبيرة للفريق السارديني، كالياري من جانبه ظل الفريق الإيطالي بالكامل والذي لم يقم بالتوقيع مع أي أجنبي منذ إعادة فتح قانون التعاقد مع الأجانب.
فيورنتينا كان ملك السوق المحلي كيف لا وهو من تعاقد مع الألتيمو زار "بييترو فيركوفود" لاعب كومو والذي توقع له الجميع مستقبل واعد في الكرة وصفقة التعاقد مع رمز وأسطورة تورينو "فرانشيسكو جراتسياني" إضافة لمواهب أخرى واعدة كمونيلي وماسارو، فريق جيانكارلو دي سيستي دخل البطولة مجددًا وهو مرشح لأن يكون الحصان الأسود كما كان في الموسم الماضي "ولكنه أخفق في ذلك"، الرئيس الجديد رانييري بونتيلو ترك آمالًا كبيرة للجماهير من أجل الحلم بشيء كبير حتى ولو كان الاسكوديتو.
يوفنتوس تعاقد في المراحل الأخيرة من السوق مع باولو روسي "الموقوف" وهذا ما يعني أن النجم الموهوب سينتظر كثيرًا حتى يبدأ مع السيدة..
انطلاقة المسابقة ، يوفنتوس مستعد !
يوفنتوس "تراباتوني" بعث برسالة واضحة للجميع منذ أول جولة بهزيمة تشيزينا، أول 18 دقيقة شهدت أهداف من بيتيجا وشيريا ثم بيتيجا مجددًا 3-1، ميلان في أودينيزي حافظ على نتيجة التعادل السلبي وظهر عامة في أداء ميلان أن عدم التعاقد مع أي لاعب وبقاء التشكيلة مثلما هيّ يجعله في خطر حقيقي، بينما الاسكتلندي جوي جوردون في الهجوم ليس حلًا أبدًا بمفرده، وروما في مواجهة صعبة خارج ملعبه أمام إيفلينو.
في الشوط الثاني حصل بولونيا على ركلة جزاء أمام كالياري المتقدم بهدف نظيف أضاعها آديلمو باريس في الدقيقة 49، بيليجريني وضع نابولي في المقدمة على حساب كاتانزارو "في مواجهة نجمه السابق ماسيمو بالانكا"، بولونيا وجد هدف التعادل في الدقيقة 55 برأسية كيوري أمام كالياري، أما في الكومونالي دي تورينو فقد تواصلت حفلة أهداف يوفنتوس بهدف شيريا من تسديدة يمينية في الدقيقة 58.
ستيفانو تاكوني حارس ايفيلينو وبداية الصعود، بالتصدي لركلة جزاء أمام فالكاو #ألة_الزمن_الإيطالية 1981-1982
ويبدو أنه كان يوم ركلات الجزاء الضائعة "ففي مباراة روما -إيفيلينو" استطاع فالكاو الحصول على ركلة جزاء بمهارة رائعة ولكن أضاعها القناص بروتزو أمام تاكوني حارس إيفيلينو والذي يلعب فقط موسمه الثاني في السيري آ"، حدث ذلك في الدقيقة 66، وفي فرينزي تقدم فيورنتينا على كومو من ضربة ثابتة صنع فيها أنتونيوني كرة الهدف لكازاجراندي وسط تكتل دفاعي لكومو في الدقيقة 67.
في الثواني الأخيرة من المباريات، أضاف يوفنتوس الهدفين الخامس والسادس عبر شيريا وبيتيجا "لاحظ كيف أصبح شيريا لاعبًا ممتازًا في التسجيل وصناعة الأهداف من الجهة اليسرى" إضافة لكابريني مما يجعل يوفي فريق أكثر تكاملًا هذا الموسم وأكثر حرية مقارنة بنظامية جيوفاني تراباتوني المعروفة"، وفي ميلانو خرجت جماهير إنتر غاضبة بعد أن أهدر ألتوبيلي ركلة الجزاء القاتلة أمام أسكولي وبالتالي أخفق في الفوز على ملعبه".
النتائج النهائية:
يوفنتوس 6- أسكولي 1
إنتر 0- أسكولي0
جنوى 0 - تورينو 1
فيورنتينا 1- كومو 0
بولونيا 1- كالياري 1
نابولي 1 - كاتانزارو 1
مع تعادلين سلبيين لروما وميلان أمام إيفلينيو وأودينيزي.
دفاع عصري لدى اللا فيكيا سينيورا..
يوفنتوس في أول 6 جولات حقق 6 انتصارات كاملة، دخل مرماه هدفين فقط وسجل 13 هدفًا وأكد فريق السيدة أنه تعلم كثيرًا من معاناته في الموسم الماضي، مع تطور واضح في أداء الفريق ككل وفي مساندة شيريا وكابريني للاعبي الوسط وقائد خط المنتصف ليام بريدي في صناعة اللعب في طريقة الـ3-4-2-1، شيريا الليبرو العصري آنذاك وكابريني من الجهة اليسرى كان واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم، بيتيجيا وبريدي في الهجوم وجالدريزي في دكة الاحتياط!، المفاجأة كان بييترو باولو فيردس الجناح الجديد لكتيبة تراباتوني فلاعب كالياري السابق سجل هدفي الفوز امام إيفليلنو وميلان في ملعبيهما، رسالة واضحة من السيدة أن لديه فريق أساسي ولاعبين احتياط جاهزين لصناعة الفارق.
جايتانو شيريا وأنتونيو كابريني، سر تفوق اللا فيكيا سينيورا في بداية الثمانينات #آلة_الزمن_الإيطالية 1981- 1982
السؤال الآن، من ينافس يوفنتوس على الاسكوديتو هذا الموسم، في الموسم الماضي كانت هناك 3 فرق تتنافس معه وربما كان بعضهم أفضل من يوفنتوس في أوقات كثيرة، ولكن نعود للفريق الذي أقلق الجميع، إنه ميلان ما بعد فضيحة التوتو نيرو مع مدربه لويجي راديتشي الذي حقق الاسكوديتو من قبل مع تورينو في السبعينات، قبل راديتشي عرض الرئيس جايتانو موراتزوني المحامي والسياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي.
ترك موراتزوني ميلان بعد سنتين فقط كان عصره يشهد فترة ضبابية للروسونيري وجماهيره وجاء بدلًا عنه جوزيبي فارينا الذي جلب مدربًا آخر بشكلٍ مؤقت، إذن كان لميلان في هذا الموسم اثنين من الرؤساء واثنين من المدربين وكانت خسارته في الديربي في الجولة السادسة بهدف أوريالي نتيجة طبيعية لكل هذا التخبط، هدف واحد في أول 7 مباريات ماذا يعني؟ ميلان كارثي ومرشح للعودة للدرجة الثانية بقوة...!
في ديربي اللا مادونينا أو ديربي الغضب تدخل ماورو تاسوتي بتهور كبير وبقدم مرفوعة على رأس جابرييلي أوريالي في أخطر لقطات الموسم والكرة الإيطالية، وربما كانت هذه اللقطة معبرة عن الفارق الكبير ما بين حالة ميلان المزرية وحالة إنتر المستقرة.
وفي روما كانت هناك لقطة أخرى وهى التواء حاد بالركبة للاعب وسطه المهم كارلو أنشيلوتي مما كان يعني غيابه لفترة كبيرة، ربما لا يصح قول ذلك ولكنه كان خبرًا سعيدًا ليوفنتوس الذي يعلم إمكانيات الذئاب على المنافسة.
يوفنتوس روما، من جديد ، والساحر البرازيلي يفعل فعلته
في الجولة السابعة كانت القمة المرتقبة، روما يسافر للكومونالي دي تورينو مُحملًا بالحنق والغضب من يوفنتوس منذ مباراة نهاية الموسم الماضي وخسارة الاسكوديتو بهدف ملغي لماورتسيو تروني..
فالكاو المايسترو بحق، ما كان يفعله البرازيلي في الأولمبيكو دي روما وفريق ليدهولم كان أمرًا يشبه متعة الاستماع لمقطوعة موسيقية قديمة، في مباراة فيورنتينا التي أصيب فيها أنشيلوتي أخذ فالكاو الكرة من منطقة جزاء روما وعزف معزوفته المنفردة مع لاعبي روما الآخرين ووصل بالكرة حتى منطقة جزاء الفيولا ثم لعب كرة لم يتوقعها أحد، لا أحد على الإطلاق، كعب هوائي في منطقة الجزاء وهو متحرك وفي وضعية جسدية صعبة للغاية لتصل الكرة لرأس بروتزو، جول، وتشتعل مدرجات الجيالوروسي الحمراء والصفراء بالفرحة ومن فرط المتعة.
كان فالكاو نفسه هو الرجل الذي أكد لرجالات تورينو والسيدة العجوز أن طريقهم ليس مفروشًا بالورود، فقد تكفل بهزيمة يوفنتوس حامل اللقب في الكومونالي دي تورينو بهدفه، قال بروتزو عنه وعن هذا الهدف في مرمى فيورنتينا تحديدًا "هناك في كرة القدم لحظات قليلة من المتعة، هذه اللحظات يوفرها فالكاو، يمكنك أن تسجل الكثير من الأهداف ولكن هناك هدف يبقى استثناءًا عندما ترى كل الجماهير تتحدث عنه لفترة طويلة".
الفيولا لم يفقد الإيمان، وصعود نجم أسكولي مع رودزي!
فيورنتينا خسر ولكن مدربه دي سيستي مازال مؤمنًا بمشروعه وكذلك الجماهير فقد خسر امام روما فالكاو، فالكاو بحركة غير طبيعية وغير تقليدية، ولكنه تعثر بالتعادل أمام أسكولي بعدها، أسكولي الذي كان في بداية الثمانينات ظاهرة بالفعل، فتاريخ النادي تقريبًا يتمحور حول اسم واحد وهو الرئيس كوستانتينو روزي أما في بقية العصور فأسكولي لم يحقق أي شيء يُذكر، أما في عصره فقد حقق مركزين مرموقين وهما الخامس في 1979 والسادس في 1982، روتزي لُقب في إيطاليا بلقب "البريسنتديتسيمو" لأن حبه لكرة القدم جعله يشتري نادي مدينته الصغيرة أسكولي ويقوم بإعطاء كل جهوده له ويحقق رقما قياسيًا بجعله أسكولي يشارك في 14 مرة بالسيري آ، يقول روتزي " كان هناك خلط ما بين صغر المدينة الجغرافي وما بين البعد الرياضي الذي يُمكن أن يتحقق فيها، فنحن نجحنا في بناء فريق كبير في مدينة صغيرة للغاية".
إذن خسر يوفنتوس في الجولة السابعة على ملعبه أمام رفاق فالكاو، انتهى الشوط الأول سلبيًا وصرح بيتيجا ما بين الشوطين أننا لا نريد الخسارة على الأقل وذلك بعد شوطٍ أول أفضل للذئاب وتكفل فالكاو بتسجيل هدف الانتصار في هذه القمة بالدقيقة 49، بينما عاد فيورنتينا للانتصارات بالفوز بهدفي كازاجراندي وبيرتوني على تورينو الذي سجل هدفًا وحيدًا عبر القيدوم بوليتشي، ميلان يسقط أمام كاتانزارو 0-3 وإنتر مازال لم يجد الاتساق المناسب في نتائجه وتعادل سلبيًا مع جنوى.
الترتيب بعد 7 جولات:
يوفنتوس 12
روما 11
فيورنتينا 10
انتر 10
نابولي، كاتانزارو 8
بولونيا 7
أسكولي ، جنوى 6
تورينو، كالياري، إيفيلينو، أودينيزي، ميلان تشيزينا 5
كومو 4.
فيورنتينا كان حاضرًا بقوة لمنافسة روما ويوفنتوس مع بيرتوني والمدرب دي سيستي: #آلة_الزمن_الإيطالية 1981- 1982
صافرات استهجان في الكومونالي بعد الخسارة من روما، روما يقترب وهناك كذلك فيولا وإنتر، فالكاو نجم الموسم حتى الآن صرح بعد هزيمة أبناء تراباتوني "يوفنتوس يبقى فريق قوي، ولكننا نقدم الأداء الأجمل"، تراب " هذه الهزيمة وهذا الأداء يبدو سلبيًا للغاية، لكن الكامبيوناتو طويلة للغاية".
فالكاو هزم يوفنتوس في ملعب الكومونالي وأجبر بونيبرتي وقادة #يوفنتوس على التفكير في جلب نجم أجنبي مرموق في الصيف الآتي
لكن خسارة يوفنتوس في اللويجي فيراريس في مفاجأة كبيرة أمام جنوى 1-2 وفوز روما على بولونيا 3-1 جعل الصدارة منفردة لصالح الجيالوروسي، إذن روما في القمة، يوفنتوس في مرحلة شك، والتراجيديا كل التراجيديا كانت في فلورنسا..
0 التعليقات:
إرسال تعليق