الأحد، 6 مايو 2018


ميلان بطل إيطاليا 1979

الجولة 22: ديربي ميلانو- ديربي روما ودي فيتشي الخبيث!

بدأ ديربي العاصمة المحتدم بين لاتسيو صاحب الوضع المرتاح وبين روما المتأزم والخائف من خطر الهبوط بهدفٍ مهم لذئاب العاصمة أحرزه كوردوفا ضد مرماه، ورد لاتسيو برأسية ويلسون التي ضربت في العارضة.

آما في ديربي ميلانو فقد أضاع ألتوبيلي ركلة جزاء تصدى لها الحارس ألبيرتودزي بكفاءة شديدة في بداية الشوط الثاني لتظل النتيجة سلبية، فيتشنزا يتفوق على تورينو بهدفين ويوفنتوس يتقدم على نابولي في ديربي "الجنوب - الشمال" بكرة مهدها بيتيجيا لتارديلي الذي يبدو أنه أصر على إحراز هدف لا يُنسى في شهر مارس بتسديدة يمينية قوية كانت سريعة جدًا ولم يتمكن الحارس من إيقافها.





ألبيرتوزي يتصدى لركلة جزاء من ألتوبيلي بعمر الـ40 عامًا

"دي سيستي" تعادل للاتسيو في ديربي العاصمة في هدف آخر عكسي وكأنه ديربي الأهداف العكسية، في الوقت الذي كان ميلان يسقط السقوط الكبير فيه، حيث تقدم أوريالي لإنتر ثم أضاف ألتوبيلي هدفًا ثانيًا وسط دهشة جماهير ميلان التي ظنت بأن اللقاء قد انتهى بالفعل، انتظر المشاهدين أن يقم ألدو مالديرا للعب دور الجناح الخارجي والمنقذ من جديد، ولكن هذه المرة ببعض الخبث الكريه من دي فيتشي حدث الأمر حيث استغل دي فيتشي  عدم انتباه لاعبي إنتر وهم يقومون بترتيب الحائط البشري لينفذ الضربة الثابتة بسرعة ودون جاهزية منهم لتصبح النتيجة 1-2 لإنتر.

أما في روما فقد قلب لاتسيو النتيجة وترك اللاعب نيكولي جماهير روما تعيش رعب السقوط للدرجة الثانية "واقعًا" وذلك بهدفٍ قاتل في الدقيقة 88، احتفلت جماهير البيانكوشيلستي بخسارة روما أكثر من فوز فريقها، تحدث لاعب روما باولو جيوفانلي بعد المباراة فقال "لقد تركونا في الشوط الأول لنلعب، ثم تفوقوا علينا بالكامل فيما بعد!".

ونعود لملعب السان سيرو حيث كان الديربي يلفظ أنفاسه الأخيرة وإنتر يقترب من إحراز الضربة القاسمة للديافولو، ولكن ميلان وفي اللحظات الأخيرة سجل عن طريق دي فيتشي مجددًا بتسديدة بعيدة من اللاعب المحظوظ ليتعادل ميلان في سيناريو غير متوقع ويُبقي على فارق الـ3 نقاط مع بيروجيا.


الأنفاس الأخيرة من بطولة الخبث، المعاناة واللقطات الفردية الحاسمة، بطولة 1978-1979:-

حرم كاربوني قلب دفاع يوفنتوس تورينو العدو التقليدي للسيدة العجوز من الفوز في الديربي التورينيسي المعروف بديربي الموت، أما بيروجيا فقد تمسك بأمل الاسكوديتو وهزم روما في الدقيقة التسعين، وفي ظل ابتعاد ميلان عن الفورمة وهزيمته عبر هدف فاريلي مايو أمام نابولي في السان سيرو فقد ظل أمل بيروجيا في تحقيق "المعجزة" قائمًا!.

بيروجيا، المعجزة؟

كان فوز نابولي على ميلان في سان سيرو مفاجئًا بكل المقاييس فنابولي لم يكن مُصنفًا من بين فرق الصفوة خلال هذه السنوات على الإطلاق وكان هذا هو أول انتصار لنابولي خارج ملعبه هذا الموسم، وأول خسارة لميلان بأرضه كذلك، رأسية وتحرك رائع من مايو.

لكن بيروجيا الذي بدأ الكل يتحدث عنه بصفة الفريق الإعجازي الذي سيحقق اللقب دون أن يتواجد فيه أسماء كبيرة، لكنه فرط في الفرصة وتعادل مع فيتشنزا بقيادة باولو روسي والذي كان يريد الهروب من الهبوط بعد أن فشل في الهروب من فضيحة التلاعب بنتيجة مباراة أفيلينو.



على كلٍ واصل بيروجيا الإيمان بنفسه وفاز على نابولي ليحقق انتصارين على التوالي وبقى قريبًا من ميلان ومن معانقة الاسكوديتو، رغم الأفضلية الواضحة لميلان لكن كان هناك إجماع أن الرئيس "فرانكو داأتوما" وطاقم عمله كانوا أيًا ما كانت النتيجة أبطال هذا العام لأنهم نجحوا في تشكيل هذا الفريق الجماعي وأنهم استحقوا لقب المعجزة في الموسم الرابع الذي يشارك فيه بيروجيا في الدرجة الأولى على مر تاريخة، ولم يخسر في أي مباراة، "بيروجيا" خفت نجمه ربما للأبد بعد هذا الإنجاز بعد هبوطه للدرجة الثانية فيما بعد بسبب التلاعب بنتائج بضعة مباريات وعاد بيروجيا فيما بعد ليذكرنا به في الدرجة الأولى بعد ما يقرب من ثلاثين عامًا مع رئيس آخر وهو ليوناردو جاوتشي.
هدف "البلياردو" الحاسم من أنيق ميلان

الجولة الحاسمة: ميلان يواجه فيرونا وبيروجيا يواجه كاتانزارو، في الجولة السابعة والعشرين..

بعد نهاية الشوط الأول كان بيروجيا متقدمًا بهدف على كاتانزارو، وميلان متأخرًا بهدف أمام فيرونا وكان هذا يعني أن بيروجيا الأقرب للقب ولكن ريفيرا الذي صمت كثيرًا عن التهديف هذا الموسم وتفرغ لمساعدة البقية، عاد للتسجيل بهدفٍ هام عبر تسديدة بيسراه ضربت بالقائم الأيمن ثم سكنت الشباك في الدقيقة 50، كان هدفًا صعبًا ومن زاوية ضيقة لا يحرزه إلا ريفيرا.

في نفس الوقت كان الحكم قد ألغى هدفًا لباولو روسي ولفيتشنزا بداعي التسلل في مرمى إنتر لتبقى النتيجة 1-1 ما بين الفريقين، وكان هذا الهدف يعني إبقاء فيتشنزا بالسيري آ، ولكنه لم يكن!، وهبوط باولو روسي للسيري بي؟، ماذا كان يعني هذا، فيتشينزا كان وصيفًا للبطولة في الموسم الذي سبق هذا الموسم وكان باوليتو هدافه برصيد 24 هدفًا، واليوم؟ انهيار للدرجة الثانية، وماذا كان يعني هذا للصحافة؟ ربطه بالانتقال ليوفنتوس، فيتشنزا مُنهار بالديون وعلى حافة الإفلاس، بينما ميلان يحاول جلبه للروسونيري لمدة عام واحد مع اعارة لاعبين شبان مثل كاروتي، ماندريسي، مينويا أو سارتوري لبيروجيا، ولكن في النهاية تم الرفض!.

بعد هدف ريفيرا سجل نوفولينو الهدف الثاني في الدقيقة 84، ليحتفل ميلان بلقب الدوري الإيطالي على ملعب سان سيرو وبعد منافسة مع الجراندي بيروجيا، كان هذا آخر اسكوديتو وآخر بطولة لميلان قبل أن يأتي عصر سيلفيو بيرلسكوني في منتصف الثمانينات، أو لتقل، إنها كانت البطولة الأخيرة في عهد الرومانسية القديمة للروسونيري، والنجمة الذهبية الأولى على صدر احتفالًا باللقب العاشر.

قال جوزيبي فيروني مدافع يوفنتوس عن سر تحقيق ميلان للقب "إنه جياني ريفيرا"، وكان هذا هو الموسم الأخير لريفيرا مع ميلان ومع كرة القدم، ودع الولد الذهبي كرة القدم وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم، ودعه بلقبٍ تاريخي وهام لميلان بعد مشوار استثنائي له لعب فيه 501 مباراة بالقميص الأحمر والأسود، حقق فيه لقب اللاعب الأفضل في العالم وحمل كرة القدم الذهبية، كان مثالًا للكل في عصره بأداءه الذكي والأنيق وقدرته على صناعة الفارق بأي وقت وبأي أسلوب على أرض الملعب، قاد الكبيتانو ميلان لدوري الأبطال والاسكوديتو وحقق كل ما يتمناه، بعد اعتزاله شغل منصب نائي الرئيس، كانت جائزة الفرانس فوتبول كأفضل لاعب بالعام هى التعويض على حد وصفه لعدم فوزه بكأس العالم.
.
نتائج البطولة النهائية: بقاء بولونيا- أتالانتا في الجولة الأخيرة وفرحة كبيرة لبوتًا مدرب بولونيا، هبوط "فيتشنزا-باولو روسي" وفيرونا.

الترتيب: ميلان 44 - بيروجيا 41- يوفي 38- إنتر وتورينو 36- نابولي وفيورنتينا 32- لاتسيو 29- كاتانزارو 28- أسكولي وأفيلينو وروما وأتالانتا وبولونيا 26- فيتشنزا 24- فيرونا 15.

تلخيص للمستوى العام: البطولة أصبحت أكثر بدنية وديناميكية عن السنوات السابقة مع افتقاد العنصر الأجنبي والاعتماد بالكامل على العنصر الإيطالي - آخر موسم لريفييرا وأول موسم لفرانكو باريزي- بيروجيا الرائع- برونو جوردانو هداف المسابقة بـ19 هدفًا مع لاتسيو- بالانكا وركنياته وأهدافه الهوائية-إحباط كبير لفيتشنزا وباولو روسي الذي بدأ يعتقد في أن مسيرته ستنحدر.
كرويف الفقراء: لو كان ماسيمو بالانكا موجودًا الآن لأصبح مليونيرًا في ظرف ثواني معدودة بكرة القدم الحديثة، كان بالانكا هو المُسمى بكرويف الفقراء، تشبهًا بالأسطورة الهولندية يوهان كرويف، بالانكا..كان اللاعب الوحيد ومازال اللاعب الوحيد الذي سجل 13 هدفًا من الضربة الركنية!، وكان النجم الأوحد أو الـ "أو ري" لفريق كاتانزارو وجماهيره على مر تاريخه،، كتثبت على جدارن المدينة: بالانكا كان وسيبقى دائمًا ملك كاتانزارو.

ملخص الموسم:

بطل الاسكوديتو: ميلان

كانت البطولة الأخيرة قبل عصر سيلفيو بيرلسكوني وكذلك البطولة الأخيرة ما قبل فضيحة التلاعب بنتائج المباريات والتي كانت صادمة وأدت لهبوط ميلان فيما بعد للدرجة الثانية وهذه الدراما الغير منتظرة بعد اعتزال جياني ريفيرا، لكن الفريق ظهر في هذا الموسم بأسماء جديدة وكان الأكثر حفاظًا على مستواه مع امتياز كبير في تشكيلة الفريق وخاصة خط الدفاع بوجود كولوفاتي، ألدو بيت ومالديرا والشاب فرانكو باريزي، دي فيتشي وبوراني في الوسط مع أنتونيلي، بيجوني، نوفولينو وستيفانو شيودي في الأمام والسلاح الأهم للمدرب ليدهولم كان ريفيرا في المباريات الحاسمة رغم تقدم عمره "35 عامًا"، وإنريكي ألبيرتوزي الحارس القيدوم بعمر الـ40 عامًا والذي دافع عن عرين ميلان في 30 مباراة.

اللقب العاشر لميلان جاء بفضل أهداف متعدة من نوفولينو وشيودي اللذين حسما الكثير من المباريات ولكن الأداء الجماعي المتميزووجود لاعب بخبرة ريفيرا كان العامل الأكثر حسمًا، فمستوى البطولة لم يكن في أعلى حالاته في الحقيقة لكن تماسك عناصر فريق ليدهولم كان أكثر من غيره خاصة في ظل البداية السيئة ليوفنتوس للموسم ووجود أسماء جديدة كانت تحتاج لبعض الوقت للتأقلم في إنتر.

بطل كأس إيطاليا: يوفنتوس

نهائي كأس إيطاليا جمع كذلك بين فريق من الجنوب وهو باليرمو ويوفنتوس من الشمال وكان هذا هو ثاني نهائي يلعبه باليرمو في الكوبا دي  إيطاليا، لعبت المباراة على ملعب سان باولو وعانق باليرمو الحلم بهدفٍ مُبكر في 20 يونيو عن طريق المهاجم المحبوب صاحب الشارب "فيتو كيمنتي" والذي تخطى دينو زوف ببراعة ورشاقة وتم تسمية اللاعب باسم "الدراجة" لمهاراته الكبيرة في تخطي اللاعبين عن طريق رفع الكرة من فوقهم بكل سلاسة وفي أضيق المساحات، ولكن يوفنتوس تعادل عن طريق بريو ثم جاء هدف الانتصار في الوقت الإضافي عن طريق كاوسيو "الذي تعود أصوله لصقلية ولعب فيما بعد بقميص الروزانيرو".
كيمنتي لم يسرق أرديليس يا جون هوستون !

يقول كيمنتي عن هذه المباراة " كيف يمكنني أن أنسى هذا الهدف" يتنهد ويضيف "إنه في مرمى دينو زوف، بعدها خرجت من الملعب بسبب ضربة قوية سددها لي كابريني في الركبة والتي تورمت ولم يكن لديّ قدرة على التحرك، ربما كان يمكنني أن ألعب بعكازات ولكن دون أن أتحرك فكنت سأصبح عديم الفائدة، كان من المستحيل أن أستمر في المباراة وكانت لحظة عصيبة عليّ، أن أخرج من الملعب بقميص لا تفوح منه رائحة العرق، الآخرين لا يعرفون ماذا كانت تعني تلك المباراة لباليرمو، كنت أشبه بالمعبود في باليرمو في 3 سنوات لعبتهم هناك، أتذكر هدفي الأول في مرمى نابولي في سان باولو ولكننا خسرنا حينها، انفجرت بالبكاء في غرفة خلع الملابس، كنت أريد الفوز بمباراتي الأولى لأجل الرئيس رينزو باربيرا والذي أفتخر أنني تعاملت معه، باليرمو كان في السيري بي نعم ولكن كان بإمكانه إبكاء اليوفنتوس".

تعليق: كان فيتو كيمنتي من اللاعبين القلائل الذين لم يلعبوا لأجل المال، رجل صادق مع بعض الجودة كلاعب، كان لاعب بصورة غير نمطية في هيئته، بشاربٍ كثيف وصلع يُظهره وكأنه شرطي مرور ويقال أنه في فيلم جون هوستون "الهروب إلى النصر" والذي شارك فيه لاعبين كبيليه والأرجنتيني أوسفالدو أرديليس تم ابتكار حركة "الدراجة" برفع الكرة من فوق الخصوم وهى الحركة التي أكد متابعي شيمنتي في السبعينيات من القرن الماضي أنه تمت له وليس لأرديليس، من جانبه قال شيمنتي عن ما إذا كان قام بتقليد أرديليس " منذ صغري وأنا أقوم بها، لم أره إلا فقط في كأس العالم 1978، أول مرة قمت بها؟ مع باليرمو في بطولة الكأس ضد نابولي، سجلت في الحارس بهذه الطريقة وسمعته يقول: اللعنة!".

المتأهل لبطولة كأس الكؤوس: يوفنتوس

المتأهلين لكأس الاتحاد الأوروبي: بيروجيا- إنتر - تورينو - نابولي "بفارق الأهداف عن فيورنتينا".

الهابطين: فيتشنزا-أتالانتا-فيرونا. "بولونيا بقى في الدرجة الأولى بفضل فارق الأهداف عن فيتشنزا وأتالانتا".

الفريق المفاجأة: بيروجيا، لم يخسر في أي مباراة وهو إنجاز يتحقق للمرة الأولى.

اللاعب المفاجأة: ألدو مالديرا - ميلان.

الأكثر تخييبا للآمال: فيتشنزا وباولو روسي، الخسارة في 5 مباريات وتحقيق 3 تعادلات في نهاية الموسم مع تسجيل روسي لهدف واحد فقط في هذه المرحلة الحاسمة كان أشبه بالانتحار، الكثير من الشكوك لاحقت روسي فنيًا وكان رحيله عن فيتشنزا بعد 3 مواسم أحرز فيها 60 هدفًا بخاتمة حزينة للاعب صاحب الـ22 عامًا.

أفضل الثنائيات: أليساندرو ألتوبيلي وكارلو مورارو - إنتر "22 هدفًا".

ترتيب الهدافين: برونو جوردانو -لاتسيو "19 هدف"، باولو روسي- فيتشنزا "15 هدف"، ألبيرتو بيجوني - ميلان "12 هدف"، ألتوبيلي  ومورارو "11 هدف لكلٍ منهم"- ماسيمو بالانكا -كاتانزارو "10 أهداف"، باولو بوليتشي - تورينو "10 أهداف"- روبيرتو بيتيجا - يوفنتوس "9 أهداف- ألدو مالديرا - ميلان "9 أهداف".

وإلى هنا ينتهي الفصل الأول والتأريخ لموسم 1978-1979 بالكامل


0 التعليقات:

إرسال تعليق

مقالات تحليلة

آلة الزمن الإيطالية

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة